تقرير - بعد نحو ثمانية أشهر من التحركات الدبلوماسية التي بدأت في 3 أبريل (نيسان) الماضي، نجح فريق التسوية في دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية وبجهد كبير من مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر وبدعم من الولايات المتحدة ودبلوماسيين أوروبيين، في إيصال قطار الأزمة اليمنية إلى سكة الحل، حيث من المنتظر بعد ساعات قليلة توقيع الأطراف اليمنية المتنازعة مساء اليوم في الرياض،على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ، وكذا توقيع الرئيس صالح او نائبه، النهائي على المبادرة لنزع فتيل الأزمة التي يعاني منها البلد منذ أكثر من عشرة أشهر. وتزامنا مع مفاجئة طرأت في المشهد بنبأ وصول الرئيس علي عبدالله صالح الرياض صباح الأربعاء لحضور التوقيع على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ، فيما يظهر تبديدا لشائعات مفاوضات اللحظة الأخيرة وأنباء عن معوقات التوقيع أمس والتي ذهبت إلى مزاعم رفضه وتأكيد على نجاح الدبلوماسية السعودية ودورها البارز ، أعلن المبعوث الاممي ومهندس المفاوضات "الماراثونية" جمال بن عمر ، أن الرياض ستشهد اليوم التوقيع النهائي على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية الخاصة بالأزمة في اليمن. وأعلنت أمانة مجلس التعاون الخليجي، أن وزراء خارجية الدول الخليجية (السعودية، والكويت، والبحرين، وقطر، والإمارات، وعمان)، سيعقدون اليوم (الأربعاء) اجتماع دورتهم ال121 ، بالتزامن مع حدث التوقيع على اتفاق عملية الانتقال السياسي في اليمن بناء على مبادرة مجلس التعاون واستناداً لدعوة مجلس الأمن الدولي في قراره رقم (2014) لعام 2011م. وأشارت معلومات ، إلى أن ممثلي المعارضة اليمنية والحزب الحاكم توجهوا ظهرا من صنعاء الى الرياض مع مبعوث الأمين العام لللامم المتحدة جمال بن عمر الذي عقد قبيل مغادرته مؤتمر صحفي كشف فيه عن تفاصيل التسوية ومستقبلها. وكانت الدول الخليجية على رأسها السعودية وبجانب المبعوث الاممي وسفراء الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بصنعاء ، قد بذلت جهودا مضنية، للتوصل إلى الصيغة النهائية لشكل المبادرة ومن ثم اليتها التنفيذية المتوافقة بين أطراف الأزمة والتي تضمن الوصول إلى حل توفيقي يجنب اليمن مزيدا من الاحتقانات وإراقة الدماء ، مع تأكيدها احترام إرادة وخيارات الشعب اليمني. ويسجل اليوم (الاربعاء) 23 نوفمبر 2011، كتاريخ جديد يضاف إلى سجلات المبادرات التي كانت سببا في حل الأزمات التي عانى ويعاني منها اليمن. وأعلن مصدر سعودي ان الرئيس علي عبد الله صالح سيوقع اتفاق نقل السلطة في اليمن مساء الاربعاء في الرياض برعاية ملكية رفيعة المستوى. واضاف لوكالة فرانس برس مشترطا عدم الكشف عن اسمه: "يوقع الرئيس اليمني الاتفاق بحضور اكثر من عشرين شخصية يمنية الساعة الثامنة مساء اليوم في قصر اليمامة برعاية ملكية". وكان التلفزيون اليمني الرسمي اعلن وصول صالح الى الرياض "تلبية لدعوة من المملكة لحضور التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لاخراج الوطن من تاثيرات الازمة". وقبل قليل من توجهه إلى العاصمة السعودية، تلقى الرئيس صالح اتصالاً من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي قدم الشكر لصالح على "روحه القيادية الفذة، وحرصه المسئول في تعاطيه مع المستجدات في اليمن، وتجاوبه مع جهود الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 بشأن الأزمة" اليمنية. كما أشاد أمين عام المنظمة الدولية "بمواقف الأخ رئيس الجمهورية، وحرصه على الخروج من الأزمة التي تمر بها اليمن بالطرق السلمية". من جانبه، قال صالح إن "ما يهمنا هو ما بعد التوقيع، والحضور الفاعل للأمم المتحدة في عملية الالتزام بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والإيفاء بالتزامات المجتمع الدولي في مساعدة بلادنا لتجاوز أثار الأزمة." كما أشار إلى استمرار الاتصالات بين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، وبين "الأشقاء" في دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى وجه الخصوص في المملكة العربية السعودية، حول وضع الترتيبات البروتوكولية لتوقيع المبادرة والآلية المزمنة المنفذة لها. وكشف المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر –مهندس المفاوضات البارع -في مؤتمر صحفي بصنعاء قبيل مغادرته الرياض ظهر اليوم لحضور فعاليات التوقيع ، التفاصيل حول الاتفاق ، مشيرا إلى إن الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية براعية الأمم المتحدة يخول نائب الرئيس بصلاحيات اللازمة لتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في فترة زمنية لا تزيد عن 90 يوماً لحظة التوقيع على المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها. وخلال هذه الفترة والفترة الانتقالية التي تمتد لعامين تشكيل حكومة وفاق وطني وعقد مؤتمر حوار وطني شامل بضمان مشاركة واسعة في هذه العملية من أجل رسم مستقبل اليمن. وتتبع ذلك عملية مراجعة الدستور التي ستكون المشاركة فيها مفتوحة لممثلين عن كافة مناطق اليمن ومكونات المجتمع اليمني وسيكون الآن أمام الناشطين السياسيين فرصة تنظيم أنفسهم في أحزاب سياسية والتنافس وفق شروط متساوية في الانتخابات التي ستقعد في نهاية المرحلة الانتقالية التي تستمر عامين. وأعرب عن أمله آمل أن تؤدي هذه الخطوة لإيجاد أسس قوية لعملية انتقالية شاملة يشارك فيها جميع اليمنيين وتعطي المجتمع المدني والشباب والمرأة مشاركة حقيقة في مستقبل اليمن . ولهذه الغاية أوضح بن عمر انه تقرر أن تنخرط حكومة الوفاق الوطني المقبلة فوراً في حوار مع الشباب في الساحات للحصول على دعمهم لمشاركة حقيقية ونشطة في العملية السياسية. كما دعا ، كافة الأطراف اليمنية لاحترام تعهداتها في اتفاق ووفق كافة أعمال العنف فوراً لتوقف عن أية استفزازات أخرى والعمل معاً بنية طيبة نحو التنفيذ الكامل للاتفاق. ولفت بن عمر الى انه سوف يقدم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي يوم الثاني والعشرين من شهر تشرين ثاني/ نوفمبر الحالي والذي سيتطرق إلى هذه المفاوضات إضافة إلى باقي القضايا الأخرى ذات الصلة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2014).