انضمت الأديبة بشرى المقطري إلى قائمة المكفرين.. وهي قائمة تطول بتطاول المتعصبين دينياً على الأدباء والمثقفين الذين لا يروقون لهم، ولا يحتملون آراءهم، هؤلاء المتعصبون يعتبرون ثقافتهم هي الثقافة الصحيحة وآراءهم. هي كلام الإسلام وأحكامهم أحكام الله، ويتخذون منها ( مسطرة) يقيسون بها الآخرين من زاد أو قصر أو خالف أو ابتكر أو أبدع أو خرج عن المألوف ولم يطابق ( المسطرة ) رموه بتهمة الكفر غير مبالين بما يترتب عليها .. المكفرون في اليمن هم أقل المثقفين ثقافة، ويكفرون بالسماع، ويتطاولون على من هم أفقه منهم.. كفروا الدكتور المقالح والدكتور حمود العودي والدكتور أبوبكر السقاف، وجار الله عمر، وعمر الجاوي، ووجدي الأهدل وحسن عبدالوارث وأحمد الحبيشي ، وغيرهم كثير، ولن تكون بشرى المقطري الأخيرة. وفتاوى المكفرين هذه حكم بالموت على الشخص المستهدف بالتكفير، وهذا الحكم ينتظر جاهلاً أجهل من المفتي لكي ينفذه. المكفرون ينطلقون من فكرة كونوها عن أنفسهم، وهي أنهم (علماء ) مختصون بفهم القصد الإلهي في هذا الشأن أو ذلك، وأن ما يقررونه هو ( حكم الله ) أو ( حكم الإسلام ) .. وفي بعض المواقف يقدمون أنفسهم أئمة للقرآن الذي هو إمام الخلق وإمام أشرف الخلق. وإلى جانب ذلك يعنون كثيراً بالتكفير الذي كان حالة استثنائية حتى في أكثر مراحل التاريخ الإسلامي تخالفاً وتعصباً، بينما في المراحل الأولى لم تعرف قضية التكفير إلا عند الخوارج الذين منحوا أنفسهم - خطأ - حق وضع التدين في حالة الاختبار، والوصاية على الضمير الديني، وما قادهم إلى ذلك هو السياسة وليس الدين.. وقبل هؤلاء لم تكن قضية التكفير قد برزت، ومعروف أن عشرات الصحابة ( رجالاً ونساء ) هاجمهم القرآن أو وصل بهم الحال إلى الردة عن الإسلام ومع ذلك لم يكفر أحد منهم. إن التكفير شاع ويشيع في عصور التخلف والانحطاط والصراعات السياسية الحادة وعندما يتسيد الاستبداد الفكري والسياسي.. وهو بذلك سلاح لقهر الخصوم وليس له علاقة بالحمية الدينية ولا الدين. هؤلاء المتعصبون والمتزمتون ألفوا الجمود ويستجرون من التراث اسوأ ما فيه، كل شيء جديد بالنسبة لهم موضوع مقاومة .. أي جديد .. لما ظهر جواز السفر كفروه.. كفروا المذياع .. واليوم يكفرون الأشخاص الذين تخرج أفكارهم عن السائد، يكفرون آلات وكتباً وأفلاماً وصحفاً وشركات تجارية وقنوات فضائية ويكفرون الشيعة والحكام والديمقراطية والدولة المدنية ودعاتها. وإذا لم يجدوا من يكفرونه كفر بعضهم بعضاً كما يحدث لدى التيارات السلفية التي تتناسل كالدود فإذا اختلف رؤساؤها كفر أحدهم الآخر.