جدد رئيس الوزراء اليمني الاسبق حيدر أبوبكر العطاس دعوته ل"شعب الجنوب" الى رفض ومنع الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر أن تشهدها اليمن فى 21 فبراير الجارى، مطالبا بأن يسبق إجراء الانتخابات الرئاسية الجلوس على مائدة حوار بين القوى الوطنية فى الشمال وفى الجنوب لحل القضية الجنوبية. واتهم العطاس بعض القوى السياسية الموجودة على الساحة اليمنية الآن بأنها "تريد تجاوز القضية الجنوبية دون حلها " مبرزا ذلك التجاوز من خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة بمقتضى ما نصت عليها مبادرة دول الخليج والتي قال بأنها "لا تعنى شعب الجنوب نهائيا "، معتبرا أن ذلك خطأ جسيما ستكون له انعكاسات سلبية ليس على أمن واستقرار اليمن بل المنطقة برمتها. وأشار في حديث لصحيفة "اليوم السابع"المصرية إلى أن "القضية الجنوبية" التى تعتبر أساس وجوهر الأزمة اليمنية الراهنة لم تطرح فى صلب المبادرة الخليجية. مشيرا إلى أن إجراء انتخابات رئاسية وانتخاب رئيس جنوبى لا يعنى حل القضية الجنوبية وليس لها أى تأثير فيها ولن تحل شيئا حتى إذا شكلت الحكومة جميعها من الجنوب فهذا لن يحل القضية الجنوبية. وحذر العطاس مما قال انها "محاولات احتكاك من قوى سياسية فى الشمال والجنوب بقوى الحراك فى الجنوب لتمرير الانتخابات الرئاسية المبكرة"، داعيا أبناء الجنوب جميعا بكل انتماءاتهم السياسية إلى أن لا يندفعوا وراء هذا الأمر الذي وصفه ب" المخطط الخبيث الذى يهدف إلى الفتنة والاقتتال الجنوبى - الجنوبى بهدف تحويل الجنوب إلى ساحة للصراعات المحلية والإقليمية والدولية". وأضاف رئيس الوزراء اليمنى الاسبق، أن بعض القوى فى الشمال لا تريد أن تعترف أن الجنوب دخل طوعيا فى الوحدة السياسية التى أعلنت بين شمال وجنوب اليمن عام 1990 كدولة ذات سيادة كاملة عبر قياداتها السياسية المتمثلة فى الحزب الاشتراكى اليمنى حتى حدث انقلاب على هذه الوحدة بحرب 1994، وتحولت الوحدة من وحدة سياسية طواعية بين دولتين إلى وحدة ضم وإلحاق تطورت إلى احتلال، فأقصى الجنوب كشعب وتعرضت ومازالت تتعرض أراضيه وثرواته للنهب والسلب من قبل قوى القيد والضم والإلحاق.. وقال "إذا كان الرفض الجنوبى لحرب 1994م قد بدأ فى التسعينيات فإن الحراك الجنوبى الذى انطلق فى 2007م حاملا القضية الجنوبية كان له دور كبير فى إضعاف نظام الرئيس على عبدالله صالح وشكل الأرضية لانطلاق الثورة الشبابية الشعبية فى الشمال". وأكد العطاس على أن قرار مستقبل الجنوب يجب أن يأتى من الشعب الجنوبى عبر تقرير المصير، موضحا أن الأولوية الآن قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الجلوس على مائدة حوار بين القوى الوطنية فى الشمال وفى الجنوب لحل للقضية الجنوبية.