أعلنت لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا أن معظم المجموعات المسلحة المعارضة والقوات النظامية يرتكبون جرائم حرب. وقالت في تقريرها الذي عرضته على مجلس حقوق الإنسان،إن "في سوريا مئات الجماعات المسلحة"، وأضافت أن "المسلحين الأجانب انضموا إلى أكثر المجموعات تطرفاً، كتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذي يضم مقاتلين جهاديين في حلب والرقة ويفرض تطرفه الأيديولوجي على السكان المدنيين. وأشارت إلى خلافات جدية في صفوف المعارضة تؤدي إلى مواجهات بينها، لافتة بأن هذه المواجهات تصاعدت في يناير، في المحافظات الشمالية والشمالية الشرقية . ولفت التقرير إلى إن هذه المواجهات هددت معاقل "داعش"، فغادر مقاتلوها مواقعهم تحت ضغط الخصم، "وقاموا عندئذٍ بإعدامات جماعية للأسرى، ما يمكن وصفه بجرائم حرب"، وقال إنه تم تسجيل حالات اغتصاب وتعذيب لرجال في محافظات الغوطة الشرقية وبرزة ودمشق . ومن بين الجرائم الأخرى التي تتهم بها المعارضة، أشارت اللجنة إلى تنظيم الأعمال "الإرهابية"، بما في ذلك من خلال الانتحاريين، والقيام بهجمات عشوائية على المناطق السكنية، واستخدام الأطفال كجنود، وإلى أن المعارضين يلاحقون ويختطفون أعضاء أسر أنصار السلطة، لافتاً بأنه لا يزال بين الرهائن 200 من النساء والأطفال اختطفوا في هجوم على قرية الحفة في ريف اللاذقية في 4 و5 أغسطس ،2013 وقال إن الغموض لا يزال يكتنف مصير 60 امرأة اختطفن من مقاتلي "جبهة النصرة" في ضواحي حلب في سبتمبر 2013 . واتهمت اللجنة القوات النظامية وميليشيات موالية بالقصف العشوائي وغير المتناسب بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة التي تعد أسلحة غير دقيقة في حال رميها من ارتفاعات عالية، واتهمتهما أيضاً بالتورط في أعمال التعذيب والاغتصاب، والمعاملة الوحشية التي تعتبر جرائم ضد الإنسانية. واعتبرت أن شيئاً لا يدل على تخفيف حدة التوتر في الأزمة، وأن هذا واضح من عدد النازحين واللاجئين، وشهادات ضحايا الأعمال الوحشية، وصور الدمار المستشري، وتم في إطار إعداد التقرير إجراء مقابلات مع 563 شخصاً، ومع ألفين و700 شخص ابتداء من 2011 . وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو إن التحقيق حدد وحدات عسكرية وأجهزة أمنية إلى جانب جماعات معارضة مسلحة يشتبه في ارتكابها انتهاكات، وأضاف "قائمة الجناة كما نسميها تحوي أسماء مسؤولين جنائياً عن أخذ رهائن وتعذيب وإعدام، كما تحوي أيضاً أسماء رؤساء فروع مخابراتية ومنشآت احتجاز يجري فيها تعذيب المحتجزين، وأسماء قادة عسكريين ومطارات تنفذ منها أو يخطط لهجمات بالبراميل المتفجرة، وجماعات مسلحة متورطة في الهجوم على المدنيين" .( وكالات )