رأى رئيس منتدى التنمية السياسية علي سيف حسن ، أن في اليمن مشهدين متوازيين ، يقودان إلى فهم ما يجري في البلاد، الاول مشهد معارك قتالية شرسة وقاسية ومميتة ، والثاني مشهد معركة سياسية شاملة. وفي مقاله له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فصل المحلل السياسي علي سيف حسن المشهد الاول بالقول "هو مشهد ضيق، محدد، وحاد، متمثل في سلسلة معارك قتالية شرسة وقاسية ومميتة بين مقاتلي انصارالله حصراً دون مشاركة اي من أنصارهم او حلفائهم من جهة، وبين علي محسن ومجاميعه والقاعدة حصراً من جهة ثانية، مع ملاحظة ان علي محسن ومجاميعه ضلوا يتدثروا بعبائتي الدولة وحزب الاصلاح الى وقت قريب، حيث نزعت عنه الدولة عبائتها مع حرب دماج، ونزع عنه حزب الاصلاح عبائته بعد معركة عمران، الامر الذي جعله ومجاميعه مكشوفين سياسياً ومعنوياً". وإعتبر على سيف حسن أن في هذا المشهد، مشهد المعركة الدموية المميته، "لا الدولة ولا المجتمع ولا اي من الاحزاب السياسية مشاركين فيها". أما المشهد الثاني -والحديث لرئيس منتدى التنمية السياسية- فهو "عريض وواسع ،عبارة عن معركة سياسية شاملة، ومع انها سلمية، إلا انها قاسية وشرسة حد المكاسرة". وأضاف "في المشهد الثاني، مشهد المعركة السياسية، كل الاطراف والمكونات السياسية والاجتماعية منخرطين ومشاركين فيها من خلال شبكة معقدة ومتداخلة من التحالفات، البرامجية منها والانتهازية، الى حد يجعل من غير الممكن رسم خطوط فاصلة ومحددة بين التحالفات المشتركة في هذه المعركة السياسية". ورأى حسن ، أن "انصارالله هم الطرف الاكثر تأثيراً والاكثر وضوحاً في المشهدين مع اختلاف جوهري في هدفهم واهداف الاطراف الاخرى من المشاركة في المعركتين".. وإذ اعتبر أن هدف كل طرف من اطرف المعركة القتالية المميتة هو "انها وجود الطرف الثاني"، رأى المحلل السياسي علي سيف أن"هدف كل طرف من الاطراف المشتركة في المعركة السياسية هو اعادة رسم الخارطة السياسية وتثبيت وجوده ودوره او المحافظة عليهما لدى البعض، وصبغ لونه الخاص على النظام السياسي القادم بمجمله". وأضاف يقول "المعركة السياسية طويلة المدى ولا احد يستطيع ان يتوقع نتيجتها ، وبالرغم من قساوتها الحالية إلا انها ستشهد الكثير من التذبذبات في الحدة والقساوة، كما انها ستشهد تغيير وتبديل في شبكة التحالفات بين فترة وأخرى ..لكن ما هو معلوم بالضرورة انها لا تهدف ولن تؤدي الى ازالة او انها وجود اي من الاطراف المشاركة فيها.". وخلص رئيس منتدى التنمية السياسية إلى أن "اللون النهائي الذي سيصبغ به النظام السياسي القادم لن يشبه لون اي من الاطراف المتنافسة، لكنه سيكون اقرب الى لون الطرف الاكثر لياقة وفعالية والاكثر كفاءة في التكيف مع المتغيرات والاكثر مهارة في ادارة التحالفات"..متوقعا أن يستغرق هذا الامر من خمس الى عشر سنوات قبل ان يتضح ويستقر لون النظام السياسي القادم-حد قوله.