على وقع خروج «أنصار الله» من المحافظات الجنوبية كافة، والتي كان آخرها شبوة، تشهد المفاوضات السياسية تقدماً ينذر بقرب بلورة حلّ سياسي للأزمة اليمنية، حيث جرى أمس تسريب وثيقةٍ قيل إنها لاتفاق جرى بين الوفد اليمني في العاصمة العمانية مسقط والمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ الذي حمل الاتفاق إلى الرياض، من دون معرفة الموقف السعودي منه. وتنص الوثيقة التي تداولتها أوساط إعلامية ودبلوماسية ونسبها مصدر في الجامعة العربية إلى وفد صنعاء الموجود في مسقط على عشر نقاط، أبرزها: الاستعداد للتعامل الايجابي مع جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتي آخرها القرار 2216 وقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الاطراف وانسحاب كل الجماعات والميليشيات المسلحة من المدن، وفقاً لآلية يتفق عليها لسد الفراغ الأمني والاداري، ورفع الحصار البري والبحري والجوي الاتفاق على رقابة محايدة على تنفيذ الآلية التي سيتم الاتفاق عليها احترام القانون الانساني الدولي، بما في ذلك المواد التي تتعلق بحماية المدنيين وإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين من كل الاطراف استئناف وتسريع المفاوضات بين الأطراف اليمنية التي تجري بوساطة الاممالمتحدة وضع خطة وطنية لمواجهة التنظيمات الارهابية بمساعد ودعم المجتمع الدولي الاتفاق على آلية تحفظ أمن حدود البلدين وسيادتهما الكاملة إزالة المخاوف المشروعة لدى السعودية والجمهورية اليمنية وعدم تدخل أي منهما في شؤون الآخر يتعهد المجتمع الدولي والإقليمي بمعالجة مخلفات الحرب وآثارها الكاملة وإعادة إعمار شامل لليمن وأخيراً، تلتزم كل الاطراف بتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل. ومع خروجها من محافظة شبوة، أسدلت «أنصار الله» الستار على نحو ستة أشهر من السيطرة على المحافظات الجنوبية بعد دخولها لمكافحة تنظيم «القاعدة» والمجموعات المسلحة الأخرى التي تبنّت هجمات انتحارية في العاصمة وفي محافظاتٍ شمالية أخرى. وجاء هذا الانسحاب بناءً على اتفاق بين الجيش و«اللجان الشعبية» من جهة وقادة «الحراك الجنوبي» من جهة أخرى الذي تسلّم المحافظة منذ صباح أول من أمس. وأكدت مصادر عسكرية أن انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» من مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، ثم كل مديريات المحافظة، جاء بناءً على اتفاق مع السلطة المحلية في المحافظة وقيادات في «الحراك الجنوبي». وقالت المصادر إن الحراك والسلطة المحلية «تعهدوا بحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة». ويقضي الاتفاق بأن يتولى محافظ شبوة الذي تم تعيينه أخيراً من قبل «اللجنة الثورية العليا» في صنعاء، مع قائد محور شبوة عوض بن فريض، والقيادي الجنوبي ناصر النوبة، قيادة المحافظة. على خطٍ موازٍ، علمت «الأخبار» من مصدر مطلع على محادثات مسقط، أن هذا الانسحاب مرتبط بالمفاوضات الجارية في العاصمة العمانية، حيث لمّح المصدر إلى أن «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» وقيادات في «الحراك الجنوبي» على تنسيق مع المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ بشأن الخروج من شبوة. وعقب الانسحاب، شهدت عتق وبعض المديريات أعمالاً تخريبية ونهباً وظهوراً لعناصر «القاعدة» ولأعلام التنظيم في بعض المناطق. ووقعت حالات نهب للمؤسسات العامة، إضافة إلى سرقة سوق الجوالات باعتباره ملكاً «لتجار شماليين». هذا الواقع استدعى عقد اجتماع عاجل بين القيادات التي تسلمت إدارة شبوة، تقرر خلاله وضع تدابير عاجلة للحدّ من تفاقم الوضع الامني في المحافظة. ويعكس الاتفاق بين «أنصار الله» و«الحراك الجنوبي» مستوى عالياً من التنسيق بينهما، قد يؤثر بشكل مباشر في وضع القوات الأجنبية في الجنوب وفي وضع هادي وحكومته التي تعتزم العودة إلى عدن، خصوصاً بعدما شهدته عدن من مواجهات عنيفة بين قوات «الحراك» ومسلحي حزب «الاصلاح» وهادي. _____ *المصدر: صحيفة الاخبار اللبنانية/علي حاجز