مجزرة إرهابية مروعة ،اليوم الجمعة 4 مارس / آذار 2016، شهدتها مدينة عدن التي تتسارع فيها الفوضى الامنية مع عديد من المحافظات جنوبي اليمن الواقعة منذ يوليو من العام الماضي تحت سيطرة قوات الإحتلال التابعة للتحالف السعودي الاماراتي بالشراكة مع فصائل مسلحة ومتشددة بينها تنظيمي القاعدة وداعش الاكثر توسعاً وحضوراً. فقد لقي 17 شخصاً على الأقل مصرعهم بينهم 13 من نزلاء دار للمسنين بمنطقة الشيخ عثمان في مدينة عدن و4 طبيبات راهبات كاثوليك من الجنسية الهندية واصيب آخرون بجراح وصفت بالحرجة إثر هجوم شنه مسلحون متشددون دينياً استهدف الدار اليوم الجمعة. وقالت مصادر محلية وطبية متطابقة، إن مسلحين متشددين هاجموا دار المسنين وقت صلاة الجمعة، وأطلقوا الرصاص على طاقم الممرضات الرهابات الهنديات والنزلاء العجزة في الدار واداريين. واضافت المصادر انه عثر على جثث ضحايا الهجوم مكبلين الايادي حيث تم تصفيتهم بالرصاص جماعياً وعلى نحو بشع استهدف رؤوسهم. وأسفر الهجوم – بحسب ذات المصادر – عن مقتل ما لا يقل عن 12 من نزلاء الدار وهم من كبار السن والعجزة واداريين، وحارس الدار، بالإضافة إلى 4 راهبات هنديات قائمات على الدار، والعديد من الجرحى. وقال مسعفون بمستشفى الجمهورية التعليمي في عدن، إن العدد مرشح للزيادة بسبب خطورة إصابة بعض الجرحى. وحتى ساعات المساء الاولى لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم الارهابي البربري البشع ، وما دوافعه. وهذه الجريمة تعيد إلى الأذهان مجزرة مستشفى العرضي بالعاصمة صنعاء التي نفذها مسلحون من تنظيم القاعدة جلهم سعوديو الجنسية في ال 5 من ديسمبر عام 2013م، التي راح ضحيتها 56 شخصاً معظمهم من الأطباء والممرضات، و 176 جريحاً. وتاتي هذه التطورات المتسارعة في الوقت الذي تعاني منه محافظة عدن وعدد من المحافظات جنوبي اليمن من انفلات أمني يومي غير مسبوق من اغتيالات وتصفيات وهجمات دامية في ظل سيطرة قوات الغزو وعملاء الاحتلال وتوسع سيطرة شركائهم الابرز في اسقاط تلك المحافظات تنظيمي داعش والقاعدة، وتصاعد مؤخرا صراع النفوذ والسيطرة على الارض بين حلفاء وشركاء الامس القريب في مهمة وصفت اعلامياً من قبل تحالف الاحتلال السعوإماراتي بتحرير عدنوالمحافظاتاليمنية من الجيش اليمني غير الموالي لهيمنة أمراء البترودولار ، وفي الواقع المعاش تمكين الجماعات الارهابية من الارض اليمنية واشاعة الفوضى الشاملة. فبعد اشهر من شراكة ودعم بين قوى العدوان والاحتلال مع تنظيمات إرهابية أبرزها تنظيمي القاعدة وداعش في اسقاط المحافظات الجنوبية بعد معارك قادت إلى انسحاب الجيش اليمني ، دخلت تلك المحافظات مرحلة متنامية من تقاسم النفوذ والسيطرة على الارض بين فصائلها المسلحة برعاية قوات الاحتلال .. ومن تنامي التصفيات والهجمات والاغتيالات اليومية والفوضى جنوبي اليمن الذي يديرها تحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية وسع مسلحو تنظيم القاعدة نفوذهم القوي بإمكانات عسكرية إلى جانب تنظيم داعش ، من محافظة إلى أخرى، بما يشير إلى وقائع مخطط الرياض وحلفائها في تمكين تلك الجماعات من كافة المحافظات جنوبي اليمن من عدنلحجأبينشبوة وحتى حضرموت والمهرة على الحدود مع سلطة عُمان. وخلال الثلاثة الاشهر الماضية أصبحت رايات «القاعدة وداعش » تظلّل الجنوب اليمني بأسره تقريباً. من لحج إلى حضرموت مروراً بعدنوأبينوشبوة برعاية تحالف العدوان والغزو السعودي الاماراتي.