كشفت صحيفة عربية عن تبني سلطنة عمان وساطة جديدة بين وفد صنعاء لمفاوضات السلام العالق في العاصمة مسقط، منذ فشل مشاورات الكويت قبل أسابيع، وبين المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، الذي وصل مساء أول من أمس إلى السلطنة، حاملاً مشروعاً أممياً جديداً لحل الأزمة اليمنية. وفيما تحدثت وسائل إعلامية عن قبول وفد صنعاء العودة إلى المشاورات تحت رعاية ولد الشيخ، نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر ،الإثنين 5 سبتمبر/ أيلول 2016 ، عن مصدر مقرب من الوفد قوله بأن مفاوضات ووساطة تجريان حالياً بين الوفد والمبعوث الدولي، يقودها مسؤولون في وزارة الخارجية العمانية. واضاف المصدر للصحيفة، إن الوفد لا يزال يتفاوض بخصوص اللقاء أو عدمه، لافتاً إلى أنه لا مؤشرات حالياً على العودة إلى المشاورات. وفي رد على ما أشيع عن أن ولد الشيخ تمكن من الحصول على موافقة من «التحالف» للعودة إلى صنعاء برفقة الوفد العالق منذ أكثر من شهر، نفى المصدر نفسه صحة هذه المعلومة، مشيراً إلى أن اللقاء مع المبعوث لم يحسم بعد، ف«كيف سيجري الخوض في تفاصيل كهذه؟». وحول إمكانية اللقاء بالمبعوث الدولي خلال الساعات المقبلة، كشف المصدر في تصريحه للصحيفة عن تحركات جرت ليل أمس تهدف إلى التسريع باللقاء، مضيفاً: «من الممكن خلال الساعات المقبلة أن يرسل الوفد أحد أعضائه للقائه أو العكس»، في إشارة إلى أن اللقاء لن يكون مثل المعتاد بكامل أعضاء الوفد. وذكر أيضاً أن الوفد تلقى توجيهات من رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن قبل أسابيع بعدم اللقاء بالمبعوث الذي وصفه ب«العاجز عن إعادة طائرة الوفد إلى مطار صنعاء». وتابع المصدر ذاته أن ولد الشيخ طلب من وفد صنعاء أن يلتقيه ليشرح له الأسس التي ستبنى عليها المشاورات المقبلة، واعداً باستيعاب محاذير الوفد ومطالبه بخلاف ما كان مطروحاً في الكويت أخيراً، وهو ما لم يلين موقف وفد صنعاء الذي لا يزال متمسكاً بموقفه الرافض للقاء. على وقع ذلك، أثيرت تساؤلات عدة حول مضمون ما يحمله المبعوث الدولي هذه المرة، وفي هذا السياق، لمح المصدر في تصريحه لصحيفة الاخبار اللبنانية إلى أن من المتوقع أن يحمل ولد الشيخ مبادرة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأخيرة. لكنه لفت إلى أن تلك المبادرة «غازلت جميع الأطراف، لكنها لم تتمكن من إرضائها جميعاً»، معتبراً أن إلحاح المجتمع الدولي لعودة تحريك عجلة المشاورات يأتي ثمرة ضغط الميدان الذي يذهب في غير مصلحة «التحالف» والسعودية، فقد «أعطيت الأخيرة فرصة لتحقيق إنجازات منذ فشل مشاورات الكويت وكانت النتيجة المزيد من الغرق في مستنقع الجرائم».