كيفية التوازن بين الأعمال المنزلية والطاعات الرمضانية، من أهم ما يشغل المرأة المسلمة في هذا الموسم الإيماني الذي لا يأتي غير شهر واحد في العام، ويعد فرصة للتزود بالإيمان ومراجعة السلوكيات وتهذيبها، كما يعد فرصة كبيرة لصلة الأرحام والعديد من أعمال الخير التي تزكي النفس وتسمو بها. ولكي تتمكن المرأة من الموازنة بين الطاعة والعمل المنزلي في هذا الموسم الفريد، كان هذا الاستطلاع الذي حرصنا فيه على معرفة آراء ممثلة لمختلف الشرائح النسائية من حيث العمر والوظيفة فماذا قلن؟ تنظيم الوقت لا أكثر بداية تقول أمينة عوضين المعلمة بمدرسة الأندلس الابتدائية : كل أفراد الأسرة لديهم فرصة للتفرغ للعبادات والطاعات الرمضانية، باستثناء المرأة التي تكون مسؤولة عن إعداد الطعام، وتجهيز الضيافة للزوار الذين يكثرون في رمضان أكثر من أي وقت في العام. وتضيف: رمضان بخصوصيته شهر فيه زيادة في النشاط على جميع المستويات، ومن هذه الأشياء الأعمال المنزلية، فالطعام لا يكون كطعام الأيام العادية، والضيوف تكون حركتهم أكثر نظرا لصلة الرحم خلال الشهر، وكل هذا يتطلب من المرأة أو ربة المنزل استعدادا خاصا، ليس كالأيام العادية، وإذا هي تفرغت تماما لإعداد ما لذ وطاب لأسرتها، وإعداد الضيافة للزائرين، فإن ذلك سيؤثر على عبادتها الشخصية وطاعتها. وتقول أمينة: على المرأة أن تنظم وقتها بدقة، وأن تتحرك وفق أجندة لا تحيد عنها، لأنها إذا تساهلت ستقصر في حق نفسها، لأن أفراد الأسرة لن يمكنوها من التقصير في حقهم، وبالتالي تكون عبادتها وطاعتها هي الجانب الأضعف فتتساهل وتكسل، بفعل التعب والإرهاق في البيت. أما تنظيم الوقت فهو كفيل بالتوازن بين الطاعات والعبادات ومسؤوليتها تجاه أسرتها. التلفزيون سارق الوقت! أما أم هشام ربة منزل فتقول كل النساء تطبخ وتعد الطعام في رمضان وفي غير رمضان، والضيوف لا تنقطع عن البيت في رمضان أو غيره، والجديد في رمضان هو نوعية الأكل التي تكون مختلفة من حيث الأنواع والأصناف، وهذا يتطلب وقتا أطول، كما أن الاهتمام بالضيوف في رمضان يكون أكثر من الأيام العادية. وتضيف: كل هذا يمكن لست البيت الناجحة أن تقوم به بسهولة دون أن تتأثر عبادتها، فكما تتعب النساء في إعداد الطعام، فإن الرجال يتعبون في العمل خارج المنزل. لكن الفيصل في رأي أم هشام هو أن النساء يكن أكثر التصاقا بالتلفزيون، وهو ما لا يحرص عليه غالبية الرجال في رمضان، فيتوزع وقت المرأة بين العمل المنزلي والتلفزيون الذي يسرق وقتها وعبادتها. أما الرجال فيتوزع وقتهم بين العمل والمساجد أو صلة الأرحام، أو قراءة القرآن، فهم أقل حرصا على مشاهدة المسلسلات والبرامج التفلزيونية التي تضيع الوقت ولا تستطيع المرأة أن توازن بينها وبين عملها وعبادتها، فيأتي هذا كله على حساب العبادات والطاعات لصالح العمل المنزلي والتلفزيون! العمل المنزلي عبادة أيضا وتقول سارة طارق طالبة بالثانوية الأزهرية العمل المنزلي عبادة أيضا، بل أعتبره من القربات والطاعات التي أتقرب بها إلى الله، حين أدخل السعادة على أخوتي أو أعتني بضيوف والديّ، فهذا من العبادة أيضا. وتضيف سارة: لكن هذا لا يعني أن تهمل الفتاة في حق نفسها، فرمضان فرصة للتزود بالطاعات، ومعالجة الكثير من أمراض النفس، كما أن الحسنات فيه مضاعفة. ولهذا تحرص سارة على التوفيق بين مهام العمل المنزلي، ومساعدة والدتها في كل ما تريد وبين طاعتها و وردها القرآني، وكذلك التواصل مع الصديقات والقريبات. التوسط والاعتدال مطلوب وحين توجهنا بالسؤال للشيخ محمود البوشي أحد علماء الأزهر الشريف حول كيفية موازنة المرأة بين عملها المنزلي وبين الطاعات والعبادات، قال: التوسط والاعتدال مطلوب في كل شيء، ونحن نلاحظ كأن البيوت في سباق أو مارثون لإعداد الطعام وما لذ وطاب، وغالبا يكون مصير أكثر هذا الطعام إلى النفايات، وهو من الإسراف المنهي عنه، فضلا عن كونه يستهلك وقت النساء وجهدهن وبالتالي يصرفهن عن الطاعة. وينصح الشيخ البوشي النساء والرجال على السواء باغتنام فرصة الشهر المبارك، والحرص على الطاعات فيه، والبعد عن التكلف والإسراف، لأن شهر رمضان من فوائده: أنه تهذيب للنفس في كل أحوالها، ومن بين هذه الأحوال تهذيب المأكل والمشرب، وليس الإسراف فيه. يقول الله تعالى "وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"سورة الأعراف. لها اونلاين