أعلنت الشرطة الاندونيسية ان أسرة من خمسة أشخاص من بينهم طفل وراء الهجوم الانتحاري على مقر للشرطة أوقع عشرة جرحى في سورابايا ثاني أكبر مدن البلاد، وذلك غداة اعتداءات دامية على كنائس نفذتها أسرة أخرى وأسفرت عن 12 قتيلا. وهزت سلسلة انفجارات اندونيسيا أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان وتستضيف بعد ثلاثة أشهر الالعاب الأسيوية، ومع تبني تنظيم داعش الاعتداءات على الكنائس، الأمر الذي يزيد من المخاوف بخصوص نفوذه في البلد الواقع في جنوب شرق آسيا خصوصا مع تبدد آماله في إقامة خلافة مزعومة في الشرق الأوسط. وعلى الاثر أطلقت الشرطة حملة أمنية اسفرت عن مقتل اربعة مشتبه بهم وتوقيف تسعة اخرين في نفس المدينة. وواجهت اندونيسيا لفترة طويلة تمردا إسلاميا وصل ذروته في انفجارات بالي في العام 2002 والذي قتل فيه أكثر من 200 شخص، معظمهم من السياح الأجانب، في أسوأ حادث ارهابي في تاريخ البلاد. واوقفت أجهزة الأمن مئات المسلحين في حملة ملاحقة على نطاق واسع أسفرت عن تفكيك عدد كبير من الخلايا، بينما استهدفت الاعتداءات الاخيرة قوات الأمن المحلية. لكن طرأ تغير الأحد حين نفذت عائلة من ستة أفراد سلسلة اعتداءات انتحارية استهدفت ثلاث كنائس في سورابايا خلال قداس الأحد ما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 40 بجروح. والاثنين، هاجمت أسرة انتحارية اخرى مقرا للشرطة في سورابايا، ما أسفر عن إصابة 10 أشخاص بجروح. وقال قائد الشرطة الوطنية تيتو كارنافيان "كان هناك خمسة اشخاص على دراجتين بخاريتين، أحدهم طفلة صغيرة". وأكد أن "هذه أسرة واحدة". وأوضح أن فتاة في الثامنة من الاسرة نجت ونقلت الى المستشفى بينما قتل والداها وشقيقاها. - "العمل عبر الحدود" - وبعد ساعات قليلة من اعتداءات الكنائس التي هزت سورابايا الأحد، هز انفجار آخر في المساء المدينة الواقعة في شرق البلاد. وقتل ثلاثة اشخاص واصيب اثنان، جميعهم من أسرة واحدة، في الانفجار الذي استهدف مجمعا سكنيا لمحدودي الدخل على ما أفاد المتحدث باسم الشرطة في المقاطعة بارونغ مانغيرا. وحدث انفجار عرضي قتلت فيه امرأة وابنها البالغ 17 عاما. وأصيب زوج المرأة ويدعى انطون فيبريانتو، وهو الصديق المقرب وكاتم أسرار الأب في اعتداءات الكنائس، بجروح خطرة في الانفجار. وقالت الشرطة إنها وصلت بعد الانفجار لتجد فيبريانتو مصابا ويحمل صاعق القنبلة في يده حين أردته. وقال قائد الشرطة كارنافيان "حين فتشنا الشقة عثرنا على قنابل أنبوبية مماثلة للقنابل الأنبوبية التي عثرنا عليها قرب الكنائس". وأعلنت الشرطة أنها قتلت أربعة مشتبه بهم، من بينهم الرجل الثاني في تنظيم "جماعة داعش" في سوربايا، في مداهمات استهدفت منازل ومكاتب الاثنين، واسفرت عن توقيف تسعة مشتبه بهم. وأحبطت الشرطة عدة مؤامرات ارهابية في السنوات الماضية، لكن الطبيعة المنسقة لاعتداءات الكنائس وانفجار المجمع السكني الذي تلاها تشير إلى تخطيط أكثر تنظيما عن الماضي، على ما أفاد محللون. وقال الخبير في شؤون الأمن في جنوب شرق آسيا في كلية الحرب الوطنية في واشنطن زاكاري ابوزا "هناك بالتأكيد احتراف تقني في تزايد". وتابع أن "تفجير ثلاث قنابل متزامنة يعد سمة مميزة لمجموعة تخطط بشكل جيد". وشكك ابوزا في قول الشرطة أن الهجوم تم التخطيط له خارج البلاد، لكنه قال إن التنظيم سيواصل تعزيز نفوذه على الارجح في جنوب شرق اسيا فيما يفقد نفوذه في كل مكان آخر. وأشار إلى أن التنظيم الإرهابي المتطرف "سيواصل الاستفادة من العمل عبر الحدود في جنوب شرق آسيا".