خلفت المواجهات المستمرة بين الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية، وبين عناصر تنظيم القاعدة في مدينة لودر بمحافظة أبين جنوب البلاد أكثر من 200 قتيل ومئات الجرحى. وقال مسئول محلي إن مواجهات اليوم (السبت) بين قوات الجيش والقاعدة أسفرت عن مقتل 8 من عناصر التنظيم، بينهم القياديان، محمد طارق الفضلي ووليد طارق الفضلي، بالإضافة إلى مقتل خمسة من اللجان الشعبية بينهم القيادي البارز علي احمد القطيش. وأوضح المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن اللجان الشعبية تمكنت من استعادة منطقة "ام حمراء" الواقعة بالقرب من مدينة لودر جراء مواجهات اليوم. وكانت المواجهات اندلعت الاثنين الماضي وأسفرت حتى الآن عن سقوط 201 قتيل، بينهم 35 جنديا و 125 من مسلحي القاعدة بينهم اربعة قيادات و41 من عناصر اللجان الشعبية المساندة للجيش، بينهم قياديان، حسب حصيلة ل((شينخوا)) اعتمادا على مصادرها وأرقام وزارة الدفاع ومصادر أخرى. وبدأت اليوم قوات (مكافحة الارهاب) بالاشتراك في المعارك الدائرة على اطراف مدينة لودر بعد ان ظلت تلك القوات حبيسة العاصمة صنعاء طيلة السنوات الماضية. وقال مصدر محلي ل((شينخوا)) إن 200 من قوات مكافحة الارهاب بدأت اليوم تخوض المعارك الفعلية مع عناصر تنظيم القاعدة على أطراف مدينة لودر. وأوضح أن تعزيزات كبيرة لرجال قبائل من مناطق مختلفة من محافظتي ابين ولحج عززت جبهات اللجان الشعبية في عدد من المناطق لمواجهة عناصر التنظيم. وتعد هذه المعركة هي الاكثر اضرارا بتنظيم القاعدة في اليمن منذ سيطرته العام المنصرم على عدد من المدن الشرقية والجنوبية اليمنية، مستغلا تدهور الاوضاع الامنية وانشغال الحكومة المركزية بالأحداث التي شهدتها البلاد أخيرا. ويرى قيادي في اللجان الشعبية التي تمكنت من قهر تنظيم القاعدة بان المعركة مستمرة حتى تطهير محافظة ابين بالكامل من ايدي العناصر الارهابية. وقال قيادي في اللجان الشعبية اليوم (السبت) إن مواجهات مستمرة بشكل متقطع في عدد من المناطق البعيدة عن مدينة لودر. وأكد أن القاعدة قهرت في المواجهات الأخيرة عندما حاولت السيطرة على مدينة لودر وأنها تراجعت بشكل كبير وتكبدت خسائر فادحة في الارواح والعتاد. واعتبر القيادي، فضل عدم ذكر اسمه، ان اللجان الشعبية تستعد حاليا إلى تطهير عدد من مدن ومناطق محافظة ابين بما في ذلك مدينتي زنجبار وجعار والتي اعلنتها القاعدة في وقت سابق امارات اسلامية. وأوضح أن لدى اللجان الشعبية الان العزيمة على تطهير المحافظة من كل العناصر الارهابية، وأنهم لن يعتمدوا على الجيش لوحدة في استئصال آفة الارهاب من محافظاتهم. من جانبه، قال مصدر عسكري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن معارك لودر هي بداية التحول في الحرب ضد تنظيم القاعدة في اليمن. وأوضح المصدر أن الجيش لديه العزيمة الان أكثر من اي وقت مضى في استئصال آفة الإرهاب وان معركة لودر هي البداية لتحرير كافة المناطق التي تسيطر عليها القاعدة في محافظة ابين وفي شبوة، وكذا ايقاف اي نشاط للقاعدة في البلاد. واعتبر المصدر العسكري أن توجيهات القيادة السياسية، واضحة، وتتركز حاليا حول كيفية محاصرة عناصر التنظيم واستعادة كافة المناطق التي سيطرت عليها القاعدة خلال الفترة الماضية. وفي سياق متصل، بدأت قيادات بارزة في مدينة جعار اليوم بمغادرة المدينة المعقل الرئيس للتنظيم، وأكد سكان محليون ل((شينخوا)) أن قيادات بارزة من تنظيم القاعدة غادرت اليوم مدينة جعار إلى وجهة غير معلومة. وحسب السكان، فان قيادات بارزة في التنظيم ترافقها عشرات العناصر المدججة بالأسلحة غادرت صباح اليوم المدينة، مشيرين إلى أن هذا التحرك لم يحدث منذ سيطرة التنظيم على المدينة وإعلانها امارة اسلامية العام المنصرم 2011. ويرى مركز ابحاث متخصص في اليمن بان المعارك في لودر بين الجيش المسنود باللجان الشعبية وبين تنظيم القاعدة هي بداية المعركة الجدية ضد التنظيم في اليمن. وقال عبدالسلام محمد رئيس مركز (أبعاد للدراسات والبحوث)، منظمة مدنية، إن الواقع في لودر اثبت الان بان المعركة الحالية معركة جدية وليست عبثية كسابقتها ضد تنظيم القاعدة في اليمن. وأوضح محمد ل((شينخوا)) أن الخسائر التي لحقت بعناصر تنظيم القاعدة اثبتت ان الجماعة لا تمتلك القدرات القتالية للاستمرار والسيطرة، مشيرا إلى أن التنظيم يعتمد بشكل كبير في عملياته على الغدر فقط. وأضاف أن التوجهات الحقيقية للدولة في محاربة التنظيم بدأت ملامحها تظهر، مشيرا إلى أن هذه المعركة الحالية وفي حال استمرارها سنرى الحجم الحقيقي للقاعدة، والذي سيتمثل في ترك العديد من المناطق التي يسيطر عليها حاليا. وأشار محمد إلى أن الاستراتيجية التي يجب ان تتبع الآن من قبل الدولة في محاربة التنظيم تتمثل في ايقاف الدعم اللوجستي الذي يتلقه التنظيم من قبل اصحاب النفوذ والمصالح في البلاد، سواء كانوا سياسيين أو عسكريين، وكذا ايقاف كافة مصادر التمويلات للتنظيم من قبل البنوك، بالإضافة إلى اغلاق كافة المنافذ التي يتسلل منها الأجانب وخاصة الصوماليين في تعزيز صفوف التنظيم القتالية. واعتبر محمد أن الشراكة الحقيقية الآن بين المواطنين وبين الجيش، يجب العمل على تعزيزها، وان استمرارية جبهة الجيش مع رجال القبائل في وجه القاعدة يعني هزيمة التنظيم.