شن مفتي السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أمام حجاج بيت الله الحرام في صعيد عرفات الخميس حملة عنيفة على المطالبين بدولة مدنية. وندد خلال خطبة ألقاها في مسجد نمرة بمن "يطالب بالدولة المدنية، شرذمة من البشر تحاول الطعن في هذا الدين بحجج واهية وشعارات زائفة. بدعوى الحرية زعموا أن الدين لا يصلح لهذه الحالات واعترضوا على القصاص والحدود لأنها تنافي حقوق الإنسان، وأن الأمة الإسلامية إذا طبقت الشريعة انطوت عن الأمم الراقية وتقوقعت". وقال آل الشيخ "زعموا وسمحوا لأنفسهم بالطعن في الدين وتغيير نصوصه وزعموا أن هذا هو الرقي، ولا شك أن هذه التهم باطلة والدعاوى اليائسة جزء من الحملات التي يشنها أعداء الإسلام ضد هذه الأمة لتغييرها وإبعادها عن دينها وطمس هويتها وتغريب مجتمعاتها"، وفقا لوكالة "فرانس برس". واعتبر أن "من الإيمان بالله أن تكون شريعة الإسلام مصدرا لأنظمة الأمة الإسلامية في سياستها الداخلية والخارجية والاقتصادية والتعليمية فالشريعة حاكمة على جميع شؤون الحياة صالحة لكل زمان ومكان". وأضاف "لا يجوز معارضتها بأي تشريع مهما كان مصدره ولا أن تكون أحكامها القطعية مجالا للنقد وأخذ رأي الناس حولها بل كلها إلى شرع الله وبطل ما سواه". إلى ذلك، قال إن "عالمنا الإسلامي يشهد فتنا ومصائب ومآسي وتسفك الدماء وتخرب الممتلكات، وهذا يدعو للأسف الشديد والحزن. واجب على حكام الشعوب الإسلامية أن يعملوا من أجل الحوار والتفاهم وإرجاء المختلف إلى أحكام الشريعة ونبذ الخلاف وحقن الدماء وعدم استعمال السلاح". وتابع المفتي "نحذرهم من مكائد أعدائهم الذين يحاولون زعزعة أمن الشعوب وحكامها لإثارة الطائفية البغيضة وزعزعة الأمة وسلب أمانها واستقرارها". ودعا "حكام المسلمين وشعوبها أن يديروا بلادهم بمحض إرادتهم من غير إملاءات خارجية".