..
تفترش قلعة القاهرة وجهك
يوم آخر...
وتغدو مزاراً للريح.
يوم آخر...
وتتقن المحاولة
مد حبال الليل
يوم آخر...
ويلفظ حرفك مولده.
يوم آخر...
قد ترث طعم الريح
ترث الجدران
ترث الباب الموصد
وستغدو
حارس أنقاضك
يوم آخر...
كل يوم يأتيك وحيداً
كل يوم يأتيك (...)
يفرك مصباح القلب
يقلب كف السر
ومن ثقب الغيب
تدلى..
عله يقرأ أفراحاً
فيقهقه المكتوب
اقرأ طينك..
واستفت أسراب الصمت
فأنت اليوم عليك شهيد
اقرأ أصفار يديك
وما اجترحت أطياف الماء
واقرأ
لندى الليل
مرتعشاً في أول موت
كاشفة الدهشة
وأقرأ..
ياهذا الآبق
من (...)
في البدء:
كان يعلم أسفاره
كيف تهيلُ النهر على أناقته
كيف تذرف انحداراه الشاهق
في منازلة الغبار
في البدء:
أحدهم ترك بيارق افتتانه
مجندلةً بالأغاني
تهجي كل عروق الملح
وحين استجمع كلومه
كان النهر قد تعرى
من سيرته الذاتية
في البدء:
سمعنا..
أنّا من سدرة (...)
أنا قد أقسو عليك
هذه اللحظة
فامنحني الأمان
سوف أجرحك قليلاً
سوف أنساك
هذه اللحظة سأنساك قليلاً
لاتجرّحني بنظرة
لاتطوقني بأزهار الحنان
هبني أعذاراً كثيرة
كي أصير..
هذه اللحظة إلي
لاتنازعني عيوني
لاتقف شلالَ ضوءٍ
في متاهات شجوني
لاتقل لي..
سوف تحتاري (...)