مقالات
سمير عطاالله
92.243.17.112
هزم الرجل قوى كثيرة. مثل حصان عليل قفز من فوق جميع الحواجز، وتقدم إلى الأمام ضاحكاً يلوّح بيده اليمنى للذين راهنوا عليه، وباليسرى للذين سخروا منه وعيّروه، ونعتوه، ووصفوه أوصافاً.
كانت معركته، أو حربه، ضد المثقفين، (...)
ظهرت السيدة أنيسة المنصلي مؤخراً أمام الإعلام الجزائري، لكي تنفي، في شدة وفي أسى، الإشاعات عن أنها وزوجها، السيد محمد بوخروبة، يملكان حسابات بالملايين في مصارف أجنبية. فتلك إهانة لذكرى عاطرة وتاريخ وطني استثنائي نادر. تاريخ مناضل ومقاتل ورئيس دولة (...)
من المحيط إلى الخليج، «الوطن العربي الكبير» بين أيدي الوسطاء الدوليين. وكل فريق من «الإخوة» و«الأشقاء» و«الرفاق» لا يتحدث مع الفريق المضاد إلا في دولة ثالثة.
ولمرة أولى وأخيرة، رأيت نفسي مع وزير خارجية لبنان جبران باسيل، عندما تسبب في وقف «الحوار (...)
مرّت العلاقة السعودية الأميركية خلال سبعة عقود في مراحل عدّة. بلغت مستوى الأزمة خلال حظر النفط في حرب تشرين 1973، وبلغت أعمق مستويات التعاون خلال بعض محطات الحرب الباردة. لم يشمل التعاون فضاء العالم العربي والإسلامي فقط، بل لعبت السعودية أدوارًا (...)
توفي فريدريك نيتشه عام 1900 قبل بداية القرن الأكثر وحشية في التاريخ. لكن حتى دخول البشر في حرب عالمية في أقل من عقدين، كان تشاؤمه من طبائع الناس قد حمله على القول: «ليس في الليل نجوم بل رفوف الوطاويط والبوم».
وبعدما تأمل الفيلسوف البريطاني جوناثان (...)
يمرّ أي خطاب يلقيه الرئيس الأميركي على خمسة أشخاص قبل أن يصل إلى الرئيس. ويمر أي مقال ينشر في «نيويوركر» على خمسة مراجعين ومدققين قبل أن يرسل إلى الطبع. لذلك، لا وجود في المجلة لزاوية «تصويبات» التي تشكّل ركنًا أساسيًا كل يوم في صحيفتي «نيويورك (...)
عندما ترى، تقريبًا كل يوم، تقريبًا في كل نشرة أخبار، مركبًا محملاً باللاجئين الأفارقة الذين لم يغرقوا في الطريق، فيجب أن تعود إلى القرن السادس عشر. من تراهم في الطبقة الفوقية من المركب كانوا يشحنون عبيدًا في الطبقة السفلى منه، مع جميع أنواع (...)
خلال أشهر قليلة استعادت الرياض العلاقة الخاصة مع مصر. وأقامت علاقة انفراج مع تركيا. وسحبت السودان من تحالفاته السقيمة. وأنشأت أول علاقة استراتيجية مع روسيا. وأحيت شراكة سياسية وعسكرية واقتصادية مع فرنسا. وتحركت عسكريًا لوقف التمدد الإيراني في اليمن (...)
الديمقراطية قائمة على الامتحان المتكرر. أهم رجل في تاريخ فرنسا المعاصرة (ديغول) سقط بعد عشر سنين. أهم امرأة في بريطانيا منذ فيكتوريا والعصر الفيكتوري (تاتشر) خرجت بعد عقد. تشرشل، بطل الحرب، خرج سريعًا في السلم.
غالبًا، يكون الغرور هو السبب الأول في (...)
كانت الصحف في الماضي تخصص صفحة يومية كاملة للأخبار «القضائية»، أي ما يعرض على المحاكم من شكاوى ومخالفات، وما يصل إلى المخافر من جرائم واعتداءات، وما تتسع له أبوابها من اعتقالات. واشتهرت صفحة «القضائيات» في «النهار» أكثر من سواها بسبب العناوين (...)
خطر لي، وأنا أقرأ «النظام العالمي» لهنري كيسنجر، لمرة سادسة أو سابعة وغير أخيرة، تساؤل واحد: ماذا لو ظل هذا المفكّر السياسي مفكرًا سياسيًا؟ ماذا لو لم يصبح وزيرًا لخارجية أميركا ويأمر بحرق فيتنام وكمبوديا، ويعمل على عزل مصر عن العرب، ويمدّ إسرائيل (...)
بعد الحرب العالمية الثانية شاعت تسمية «غني حرب». وكان رسّامو الكاريكاتور يصوّرون هذا «الغني» منفوخ البطن، يدخن سيجارًا، ويتأمل ببلاهة وعجرفة ساعة جيب ذهبية لا يعرف قراءة عقربيها. الحروب مولدة أوبئة في النفوس وفي الأجسام. تكثر فيها الآفات، وتنحط (...)
استقال الوسيط الدولي في اليمن السيد جمال بنعمر بعد أربع سنوات من الإخفاق في تحقيق أي بوصة من التقدم في أي اتجاه.
الذي حدث هو العكس تمامًا: غطت وساطته ووعودها وبَلادتها على زحف الحوثيين من صعدة إلى عمران، إلى صنعاء، ومحاولة السطو على عدن. وطوال (...)
بدأت حرب علي عبد الله صالح على «المتمردين الحوثيين» عام 2004. وبلغت حملته عليهم ذروتها عندما أعلن عام 2009 بعد نشر 40 ألف جندي أنه «سوف يقضي عليهم مرة واحدة وإلى الأبد»، وأن الحكومة سوف تسحق التمرد «بقبضة من حديد». غير أن الذي حدث كان توسع منطقة (...)
من العبث أن نقرأ، أو أن نتابع قراءة ما يحدث في اليمن، على أنه يحدث في اليمن. ومن دون حاجة إلى الدخول في الدراما وتكبير الأشياء، فإن ما نشهده هو درس جديد في العمل أو في النهج السياسي، أو في الأخلاق السياسية، ولو أن السياسة عادة لا قطرة فيها من (...)
لم يبدأ هذا المستوى الأخلاقي من السياسة في اليمن طبعا. كانت له علامات ومدلولات كثيرة، ليس أقلها تصريح المستشار علي يونسي، وغيره من المستشارين والنواب والخبراء. وقد تميز تصريح يونسي بنفي متعدد الوجوه، يُثبت فقط أو يؤكد فقط النظرية العلمية القائلة (...)
بُعيد سقوط الشاه، خُيِّل إلى السذج من أمثالي، أن مرحلة جديدة سوف تبدأ بين إيران والعرب، قائمة على المصالحة بين الحضارات، كما حدث في سائر الأمم المتقدّمة، التي عزلت تاريخ الحروب والصدام والصراع والأزمان الإمبراطورية العاتية، لتبدأ زمنًا متحضرًا (...)
اكتشف الرحالة الإيطالي ماركو بولو لدى وصوله إلى الصين، أن سر القوة ليس فقط في الحصول عليها، بل في عرضها أيضًا. وكان إمبراطور الصين يُقيم احتفالات تدوم سبعة أيام يستعرض خلالها قواته المسلّحة أمام الناس، كي يهابه الحلفاء، ويخشاه الأعداء. واستمرت هذه (...)
كُتب الكثير عن صباح، وأكثره يحمل شعوراً بالذنب. فمعظمنا لم يقدرها في حياتها مقدار ما تستحق. وبعض ذلك ذنبها هي. فلم تعرف كيف ترسم لنفسها صورة في مدى نجوميتها. وفيما اختفت فيروز خلف الصمت والعزلة، وتحصنت أم كلثوم خلف هيبتها، ارتضت صباح الصورة الشعبية (...)
كان مصطفى أمين يغار على الصحافة كأنها ابنته. وكان يعتقد أن على كل من يريد أن يؤسس صحيفة أن يبدأ كما بدأ هو وتوأمه علي، أو كما بدأت فاطمة اليوسف «روز اليوسف». التوأمان كان رأسمالهما 9 جنيهات، والمهاجرة اللبنانية كان رأسمالها خمسة.
كان مصطفى يعتقد أن (...)
الرجاء الابتسام. ولو قليلا. صوفيا لورين تحتفل ببلوغها الثمانين. ستون منها قضتها تملأ شاشة السينما العالمية. خرجت من أزقَّة نابولي الفقيرة ولم تتوقف. تقول ضاحكة وهي تقدم مذكِّراتها: قيل لي إن أنفك كبير وفمك كبير ولن يقبل بك أحد على الشاشة. ثم تتوقف (...)
لا نعرف اليمن، للأسف، إلا من الصور والقراءة، رغم ما لنا فيها من صداقات ومودَّات. لذلك، نأسف أيضا أن يكون حكمنا على ما يجري فيها، مبنيا على الصور والقراءات. مثلا: أن يجلس 4 ملايين شخص في ساحة واحدة طوال أيام، نصفهم مع بقاء علي عبد الله صالح، نصفهم (...)
برغم ظهور قلم أنيس الجميل في الزاوية المقابلة، بقينا لا نلتقي اجتماعيا. برغم أسفاره وأسفاري لم تكن هناك تقاطعات كثيرة إلى أن جمعتنا مجالس الأمير عبد العزيز بن فهد. ذاب الجليد شيئا فشيئا. ثم عرفت موقفه الحقيقي مني عندما قدم إليّ 3 من كتبه بإهداء واحد (...)
أيقظنا صوت الشرطي في مقصورة الدرجة الثانية. بالأحرى كانا شرطيين ضخمي الحجم في ثياب عسكرية خضراء وقبّعتين واسعتين. فتح أحدهما باب المقصورة بشدة وبقي الثاني خلفه: «جوازاتكم». قدم كل منّا جوازه. تأكد الشرطي من التأشيرات. وبعد قليل دلفنا إلى برلين.
كانت (...)