الطريق يتلوى كالأفعى والشمس تختفي خلف سحابة سوداء، ورذاذ بسيط يتساقط. السيارة تنطلق مسرعة وهي تتلوى مع الطريق بألم.
كنا اثنين(1) والصمت ثالثنا منذ أن غادرنا صنعاء بعد ظهر يوم كئيب تهطل الأمطار فيه منذ الصباح، وها هي السحب هنا فوق الطريق تنذر بالسيل. (...)
إلى م.أ.غ.
صاحب الطريق الطويل
الإرهاق يمتص كل عظامها. في كل أجزاء جسدها صرير، الراحة عندها كلمة لا تعرفها. امتص العمل كل شبابها. وامتص طفلها الذي تركه «مدهش» في أحشائها نظارة ثديها، أصبحت خرقة قديمة ممزقة.
الطفل يزحف بعظامه فوق أتربة الغرفة، والنور (...)
كان الفصل هادئاً.. وثلاثون طالباً يتنفسون بهدوء وينظرون بعيون قلقة إلى الباب.. فبعد دقائق سيدخل المدرس ليلقي آخر دروسه.
في الأيام العادية، وفي مثل هذه اللحظات، يكون الفصل كامل الفوضى: يتقاذف الطلبة بالطباشير ويصيحون متلفظين بكلمات بذيئة.. وقد تجد (...)
عندما تعطلت السيارة في نهاية “ وادي الصميتة “ كان علينا أن نقطع الطريق إلى “ سوق السبت “ مشياً على الأقدام.. كنت أحب السير خاصة عندما تترقرق تحت أقدامنا مياه الوادي الباردة. وتهب علينا نسمات عذبة وأمامنا تنصب جبال “ الحجرية “ الصخرية وهي تحتضن القرى (...)
مضت “سلمى” مسرعة لتفتح السواقي في الأرض القريبة من الدار بعد أن بدأت السحب تتجمع في السماء، وحين عادت إلى الدار كانت أبواب السماء قد تفتحت وانسكب المطر، يروي عطش الأرض.
لم يكن لدى سلمى عمل تؤديه في ذلك العصر، فالسماء تمطر وجميع من في المنزل يغطون في (...)
من حولي كانت تنبعث صرخات متتالية، سريعة، تطلب الطعام والشاي، لكن الدوامة التي كنت فيها محت كل شئ من حولي حتى الطريق والعقبة، التي كانت السبب في تأخيري إلى هذه الساعة عن العودة إلى المنزل، هذه العقبة التي تلتوي كأفعوان ضخم. وهنا قريباً من باب المطعم (...)
تبقى هناك أشياء لانملك لها نهاية،
وأول مايهزمنا بعد الفراق،،
الحنين..!
فنمارس الحنين مرغمين، نحنّ إلى أحاديث جميلة تقاسمها ذات يوم قلب مع قلب والحلم ثالثهما.
نحنّ إلى أحلام جميلة نسجها ذات يوم خيال مع خيال، والأمل ثالثهما.. نحنّ إلى إنسان، إلى وجه (...)
عندما تبدأ الشمس بالزوال..
وعندما يتلاشى معنى الجمال
عندما تبرد الأحاسيس وتتبلد المشاعر
عندما تجف الأعين من الدموع..
وتهجر الرحمة القلوب
وتبحث الطيبة عن صدور تحتويها
عندما تجد نفسك بين قلوب متحجرة
عندما تفيق على غدر أحبابك..
وطعناتهم (...)