أقرّت صفحات التّاريخٍ إقدام ذلك الإنسان المغمور بهويّته.. الموقن أن هويّة شخصه جزءٌ –قطعاً- لا ينفك عن هويّة موطنه ذلك الذي شرى منه ولاءه وإخلاصه فتفانى في حمايته.
ولا يعنيه – الإنسان- كينونة موطنه مسقطاً لرأسه أو ضيعة يزرعها أو أرض يعمُرها، لكنه (...)
حوارٌ شيق وخلاق هو ذلك الحوار الأزلي بين الإنسان والطبيعية التي تكتنفه. استلهم الإنسان أفكاره ونظّم حياته، واستمد طاقاته التي أنتج بها تبعاً للدروس النظامية المحسوسة من طبيعة الأرض التي يدب في أصقاعها ويمخر بحارها ويحلّق في أجوائها .. حتى صار به (...)
بحثاً عن إكسير الحياة الذي يهب الخلود أفنى الإنسان حياته.. فذهب وما وُهب الخلود.. دأب الأباطرة والملوك في العصور الغابرة والحاضرة سعياً في تخليد أنفسهم فادّعوا الألوهية وعندما لم يجدِ ذلك نفعاً.. هرع تابعوهم إلى شعوبهم يقنعوهم بان الملوكَ لم يموتوا (...)