جددت الولاياتالمتحدة مطالبتها لإسرائيل بالإبقاء على تجميد بناء مستوطنات جديدة مشيرة إلى أن الموقف الأمريكي في هذا الخصوص "لم يتغير". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جي كراولي "موقفنا حول بناء مستوطنات لم يتغير" على خلفية الجهود الدبلوماسية التي تبذل في محاولة لمنع انهيار المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد أقل من شهر على إطلاقها. وأضاف كراولي "نحن على اتصال وثيق مع الطرفين وسوف نلتقيهما مجددا خلال الأيام المقبلة". وأوضح "ما زلنا نركز على تحقيق تقدم في المفاوضات باتجاه حل قيام دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، ونحن نشجع الأطراف على القيام بمبادرات بناءة في هذا الخصوص". من جانبه أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الاثنين 27-9-2010 أن الرئيس محمود عباس معني باستمرار المفاوضات، ولكن المطلوب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إصدار قرار بوقف الاستيطان. وقال أبو ردينة من باريس حيث يتواجد مع الرئيس عباس في زيارة رسمية لفرنسا إن "الرئيس عباس معني باستمرار المفاوضات لكن هذا يتطلب من نتنياهو أن يتخذ قرارا باستمرار تجميد الاستيطان لخلق مناخ مناسب لاستمرار عملية السلام والمفاوضات". وطلب من نتنياهو "عدم إضاعة الفرصة الحالية لأنها ليست فرصة للسلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وحسب لكن للمنطقة بأسرها". جاء ذلك في الرَّد على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الفلسطيني محمود عباس لمواصلة إجراء"محادثات صادقة وتسير بشكل سريع" لتحقيق اتفاقية سلام في غضون عام. وقد قال نتنياهو: "أوجه نداء إلى الرئيس عباس كي يواصل المفاوضات الجيدة والنزيهة التي بدأناها في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين شعبينا". وأضاف نتنياهو في بيان صدر بعد دقائق من الانتهاء الرسمي لوقف عمليات البناء الجديدة في المستوطنات إن "إسرائيل مستعدة لمواصلة اتصالات مستمرة خلال الأيام المقبلة، لإيجاد سبيل لمواصلة محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية". وقال البيان إن نتنياهو على اتصال بزعماء الولاياتالمتحدة ومصر والأردن بحثاً عن وسيلة لتفادي انسحاب الفلسطينيين من المحادثات الناشئة بسبب قضية المستوطنات. وكان نتنياهو قد صمد أمام الضغوط المكثفة التي مارستها الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية برفضه تجديد مذكرة تجميد الاستيطان التي أصدرها قبل عشرة أشهر حتى وإن كان عباس قد هدد بوقف مفاوضات السلام في حال لم يتم تمديد المذكرة. من جهة ثانية، أعلن عدة آلاف من المستوطنين اليهود وأنصارهم انتهاء رمزياً يوم الأحد 26-9-2010 لتعليق استمر عشرة أشهر لعمليات البناء الجديدة في مستوطناتهم بإطلاق الأبواق وصب الإسمنت. وقال داني دانون وهو نائب يميني من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: مع إطلاق بالونات في الهواء عند غروب الشمس في مستوطنة ريفافا ذات الأسقف الحمراء بالضفة الغربية: "تجميد البناء انتهى". وأضاف: "اليوم نحتفل باستئناف البناء في يهودا والسامرة". وحث نتنياهو المستوطنين الإسرائيليين على ضبط النفس بمجرد انتهاء تجميد جزئي للبناء في مستوطنات بالضفة الغربية بمنتصف ليل يوم الأحد (22:00 بتوقيت غرينتش) في نداء يبدو أنه يهدف إلى إقناع الفلسطينيين بعدم الانسحاب من محادثات السلام. ولكن في ريفافا قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية أبدى السكان تحديهم في حفل لتمهيد الأرض للبناء حيث صب خلاط الإسمنت في حفرة في الأرض لبدء البناء في دار حضانة. وعلى الرغم من أن هذا العمل رمزي قال مستوطنون إنهم سيبدأون قريباً بناء نحو ألفي منزل في شتى أنحاء الضفة الغربية صدرت تراخيص لها قبل أن يدعو نتنياهو تحت ضغط أمريكي إلى تجميد جزئي لعمليات البناء العام الماضي.
وحضر الاحتفالات آلاف تم نقلهم بحافلات لحضور هذه المناسبة. وتزامنت هذه الاحتفالات مع جهود أمريكية لتمديد وقف البناء من أجل تفادي انسحاب فلسطيني من محادثات السلام.
وجدد متحدثون باسم 300 ألف مستوطن يعيشون في الضفة الغربية دعواتهم لنتنياهو بأن يقاوم أي ضغوط أخرى لتأخير البناء في الجيوب التي يقولون أن إسرائيل لا بد وأن تحتفظ بها كأصول استراتيجية .
وفي تأكيد للضغوط التي يواجهها نتنياهو من حلفاء سياسيين بالإضافة إلى المستوطنين طالب بعض الزعماء اليمينيين إسرائيل بضم كل مستوطناتها بدلاً من التفاوض مع الفلسطينيين بشأن مستقبلها.
وقالت تسيبي هوتوفيلي وهي نائبة من حزب الليكود: "إنه يجب على إسرائيل ضم كل المستوطنات لمنع إزالتها بموجب اتفاقية سلام"، وتعهدت بتقديم مشروع قانون بهذا الشأن للكنيست.