في مقاله الذي نُشر في عدد الأمس، يقول الكاتب عبدالجبار سعد إنه عرف رئيس الوزراء، محمد سالم باسندوة، «في محرابه الأدبي لسنوات يقصده الناس ولا يقصدهم، ولا تكاد تسمع منه في مقيله سوى الشعر والأدب»!! يا للهول!! هل باسندوة شاعر دون أن ندري.. وهل كان من رواد الحركة الأدبية في الستينيات مثلاً، ومن زملاء البردوني، والحضراني، والمقالح، والزبيري؟ أم أن الشعر نزل عليه فجأة وهو في الأربعين من عمره، كما ينزل الوحي على الأنبياء!! وهل هو عضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين؟ أتمنى ذلك، لكي يتابع موضوع أراضي الأدباء الذي ما زال متعثراً ويحتاج إلى جهود رئيس الدولة أو رئيس الحكومة لكي تُصرف الأراضي لأدباء صنعاء، أسوة بأدباء المحافظات الأخرى, وسينال باسندوة عشر لبَنْ من هذه الأراضي، بوصفه أديباً وشاعراً، رغم أنه لم يعد يحلم بمثل هذه الأحلام البسيطة التي يحلم بها الأدباء الذين ينتظرون صرف هذه الأراضي ليؤمِّنوا أنفسهم أولادهم من التشرُّد وسطوة المؤجرين. باسندوة، هذا الشاعر الرقيق الذي يبكي حين يتذكَّر عدل عمر بن الخطاب، ويبكي حين يقارن بين نظافة شوارع اليمن وشوارع الدوحة، ويبكي أحياناً بشدَّة، وكأنه المتسبب في ضحايا هيروشيما.. لا يدري أنه المتسبب في معظم ما يحدث في اليمن بسبب رقَّته المفرطة وحساسيته الشاعرة التي تمنعه من بسط نفوذ الدولة، وتردعه عن ردّ الحجر من حيث جاء. لم يحدث أن شاهدتُ قصيدة منشورة لباسندوة، في أية صحيفة، أم أنه لا يجد واسطة للنشر؟.. لكن.. بصفتي مشرفاً على ملحق ثقافي فأنا على استعداد أن أشجعه وأنشر له نصوصاً، شريطة ألَّا يستشهد بقول الشاعر «ما نقص مالٌ من صدقة قطّ».