رأى محللون الاثنين 14-9-2009 ان زعيم القاعدة اسامة بن لادن بدأ في رسالته الجديدة التي وجهها للشعب الامريكي، رجلاً ضعيفاً منهكاً مطارداً، ويبحث عن مخرج وطوق نجاة. وفي هذه الرسالة التي بثت لمناسبة الذكرى الثامنة لاعتداءات 11 سبتمبر/ايلول، دعا بن لادن الشعب الامريكي الى الضغط على البيت الابيض لانهاء الحرب في العراق وافغانستان في مقابل وقف هجمات القاعدة.
وقال ضياء رشوان، احد المختصين البارزين في قضايا الارهاب "في هذه الرسالة نهج مختلف نسبيا هناك تحول واتجاه تبريري لاحداث 11 سبتمبر. هناك تركيز على التبرير ولا يوجد تهديد" تبدى بالخصوص من خلال تأكيد ان الاعتداءات نفذت ردا على الدعم الامريكي لاسرائيل و "مظالم اخرى".
واشار رشوان، نائب مدير مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، الى ان بن لادن، وبخلاف عادته "لم يحي الشهداء ال19 وغزوة سبتمبر ولم يقل انه يفخر بهم".
ولاحظ ان الرسالة جاءت بعد 3 أسابيع من خطاب للمسؤول الثاني في القاعدة ايمن الظواهري ركز فيه "على الحرب في وادي سوات (شمال باكستان) الذي كان ملفتا للغاية خاصة من ناحية حجم الآيات القرآنية وحجم الدعاء والدعوة الى وحدة الصف الداخلي".
وخلص الى انه "من الواضح ان الضربات في شمال باكستان منعكسة على وضع القاعدة هناك" في اشارة الى الضربات التي تتلقاها القاعدة في المناطق القبلية شمال باكستان.
وفي التسجيل الصوتي الذي بثته مؤسسة السحاب الاداة الاعلامية للقاعدة بحسب مركز انتل سنتر الامريكي للبحوث حول الارهاب، نعت بن لادن الرئيس الامريكي باراك اوباما بانه "مستضعف" لا يملك السلطة الكافية لتغيير مجرى الحروب وقدمه على انه واقع رهينة "جماعات الضغط وخصوصا اللوبي اليهودي".
ولاحظ رشوان ايضا انه "للمرة الاولى يتحدث (بن لادن) بشكل ايجابي عن ثلاثة رؤساء امريكيين، وكان قبل ذلك يفرق بين الشعب الامريكي والادارة الامريكية اما الآن فيفرق بين ادارة واخرى".
والرؤساء الثلاثة الذين اشار بشكل ايجابي اليهم بن لادن هم اوباما الذي قال "شيئا ايجابيا عن خطبته (..) في القاهرة" في 3 يونيو/حزيران 2009 والثاني هو جيمي كارتر الذي اشار الى موقفه تجاه الفلسطينيين والثالث جون كيندي (اغتيل في 1963).
ضعف مؤكد اما المحلل السعودي انور عشقي، رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة، فقد كان قاطعا اكثر في تأكيده ضعف بن لادن.
وقال "لاول مرة ارى بن لادن بهذا الضعف" مشيرا الى انه يعرفه "شخصيا قبل ان يخرج (من السعودية) الى السودان".
واضاف عشقي "هذا يدل على انه في موقف حرج خصوصا اننا سمعنا انه بدأ بشعر بالضغط عليه من قبل طالبان وذهب الى باكستان و(انصاره) العرب في باكستان خرجوا الى اليمن والصومال (..) بن لادن بدأ يتعرض لعملية تفكيك لجماعته نتيجة الضربات القوية التي تلقتها".
واكد المحلل السعودي ان زعيم القاعدة "يبحث عن مخرج لوقف هذه العمليات". واشار الى سعي زعيم القاعدة الى تبرير الارهاب بانحياز السياسة الامريكية لاسرائيل غير انه اعتبر ان تبريره لا يخلو من تناقض.
واوضح "بن لادن يقول ان من اهم اسباب ضربات سبتمبر الظلم في فلسطين (..) وهو بذلك يحاول تلميع صورته (..) لكن ما دخل فلسطين بالضربات في السعودية والخارج؟ (الغرب)".
ويأتي بث هذا الشريط بعد يومين من مرور الذكرى الثامنة لاعتداءات 11 سبتمبر التي اعلنت القاعدة مسؤوليتها عنها وقتل فيها نحو ثلاثة آلاف شخص.
وقال "انتل سنتر" ان من عادة بن لادن الادلاء باعلانات مماثلة سنويا في سبتمبر/ايلول او اكتوبر/تشرين الاول.
وقد بث التسجيل الصوتي الاخير لبن لادن في الثالث من حزيران/يونيو. واعلن فيه رفضه انفتاح اوباما على العالم الاسلامي.