حذر أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الشعب الأمريكي من علاقات حكومته الوثيقة مع إسرائيل في تسجيل صوتي جديد على ما يبدو بث على موقع إسلامي على الانترنت يوم الاثنين. وقال أحدث شريط لابن لادن "آن الأوان أن تتحرروا من الخوف والارهاب الفكري الذي يمارسه عليكم المحافظون الجدد واللوبي الاسرائيلي". وأضاف "سبب خلافنا معكم هو دعمكم لحلفائكم الإسرائيليين المحتلين لأرضنا فلسطين". وبلغت مدة هذه الرسالة التي كان عنوانها "بيان الى الشعب الامريكي" 11 دقيقة تقريبا وبثت بعد بضعة أيام من ذكرى مرور ثمانية أعوام على هجمات 11 سبتمبر أيلول. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التسجيل ولكن الموقع الذي بث التسجيل على الانترنت كثيرا ما يستخدمه أنصار تنظيم القاعدة. وقال ابن لادن في التسجيل انه لا يوجد تغيير حقيقي في السياسة الأمريكية لان الرئيس باراك أوباما احتفظ بأشخاص مثل وزير الدفاع روبرت جيتس من إدارة الرئيس السابق جورج بوش. وتابع "لو تدبرتم في حالكم جيدا لعلمتم أن البيت الأبيض محتل من مجاميع الضغط وكان ينبغي العمل على تحريره بدلا من القتال لتحرير العراق كما زعم بوش". ويقول خبراء في شؤون تنظيم القاعدة ان التنظيم واقع تحت ضغط من أتباعه لتوجيه ضربة لاسرائيل في أعقاب انتقادات من العديد من المعلقين العرب الذين يقولون ان القاعدة لم تنجح أبدا في اطلاق أي هجوم مباشر على الدولة العبرية. ويضيفون أن الإشارة المتكررة بشكل متزايد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في تصريحات تنظيم القاعدة ما هي إلا محاولة لرد مثل هذه الانتقادات. وصرح محلل أمني مقره الخليج "يردد (ابن لادن) كذبة لإنقاذ ماء الوجه .. اننا (القاعدة) ما زلنا أقوياء بالرغم من الانتكاسات التي تعرضنا لها... هذا ليس حقيقيا". وقال الاستاذ علي جلالي الخبير الافغاني في شؤون جنوب ووسط آسيا بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن ان ابن لادن يحاول أيضا استغلال التردد إزاء حرب أفغانستان في أوروبا والولاياتالمتحدة. واستطرد جلالي الذي كان وزيرا للداخلية في أفغانستان من عام 2003 الى عام 2005 "يعتقد أن الغرب مل الحرب وبقليل من الضغط والترويع يمكن تمرير هذه الرسالة... يحاولون (القاعدة) استغلال الوضع. "يحاولون أيضا أن يبعثوا برسالة للمقاتلين في أفغانستان وباكستان بأن روحهم المعنوية لم تتأثر بالرغم من زيادة عدد القوات الأمريكية وانهم سينتصرون في نهاية الأمر". ويعتقد ان ابن لادن يختبئ في المنطقة الجبلية الواقعة على الحدود الأفغانية الباكستانية. وكانت هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 أسفرت عن سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل. ويلقى باللوم فيها على تنظيم القاعدة. وأشار التسجيل الصوتي أيضا الى الخطاب الذي ألقاه أوباما في القاهرة في يونيو حزيران مما يشير الى أن الرسالة سجلت في وقت لاحق للخطاب. وأشار المتحدث في التسجيل أيضا فيما يبدو للانتقادات التي وجهها الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر في يونيو حزيران للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بنهاية العام الماضي وبداية العام الحالي. وكانت آخر رسالة فيما يبدو من ابن لادن بثت قبل خطاب أوباما والذي تحدث فيه عن "بداية جديدة" بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. وفي الرسالة الجديدة أشار ابن لادن أيضا إلى العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان لدعم الحكومة الأفغانية ضد حركة طالبان وحلفائها في تنظيم القاعدة والدعم الموجه لباكستان التي تواجه أعمال عنف يشنها المتشددون. وقال في التسجيل "فان أوقفتم الحرب فبها وأما ان كانت الأُخرى فليس أمامنا بد من مواصلة حرب الاستنزاف لكم على جميع المحاور الممكنة... ان اخترتم أمنكم وإيقاف الحروب وهذا ما أظهرته استطلاعات الرأي فهذا يقتضي منكم العمل على الأخذ بأيدي العابثين بأمننا من طرفكم ونحن مستعدون للتجاوب مع هذا الخيار". وتابع في إشارة الى تولي أوباما الرئاسة في بداية العام الحالي "لم تغيروا في البيت الأبيض سوى الوجوه" مضيفا "أوباما رجل مستضعف ولن يستطيع ايقاف الحرب كما وعد".