قال الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك الثلاثاء إنه يرغب في تحويل جزيرة يونبيونغ، التي تعرضت مؤخرا لقصف مدفعي كوري شمالي، وأربع جزر حدودية غربية أخرى إلى (حصون عسكرية)، مطالبا بتحسين الظروف المعيشية للسكان هناك، وفقا لمكتب الرئاسة. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن المتحدثة باسم مكتب الرئاسة كيم هي جونغ قولها إن لي أصدر تعليمات للوزراء المعنيين بالمضي قدما بشكل تدريجي نحو التحصين العسكري للجزر الخمس المعرضة للاستفزاز المستمر من جانب الشمال في اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء. كما نقل عن لي قوله إن مختلف الوزراء يتعين أيضا أن يتعاونوا لتوفير وظائف وظروف أخرى للسكان لاستمرار البقاء هناك. وجاءت تصريحات لي في الوقت الذي يتصاعد فيه القلق من احتمال أن تصبح الجزر الخمس الصغيرة الواقعة بالقرب من حدود البحر الأصفر (أراضي أشباح). ويطالب عدد كبير من السكان هناك، معظمهم من الصيادين وأسرهم وأصحاب المطاعم الصغيرة، بأن تتخذ الحكومة إجراءات لمساعدتهم في الانتقال إلى مناطق أخرى لا توجد بها أي تهديدات مباشرة بالتعرض لهجمات عسكرية كورية شمالية. وكانت كوريا الشمالية قد شنت هجوما بالمدفعية في 23 تشرين ثان/ نوفمبر الماضي على جزيرة يونبيونغ، التي يبلغ عدد سكانها نحو 1400 نسمة، وتضم أيضا قاعدة تابعة لمشاة البحرية، ما أسفر عن مقتل جنديين واثنين من عمال البناء. وفر الكثير من السكان المحليين من الجزيرة بعد القصف الكوري الشمالي مباشرة. وكانت الحكومة قد أعلنت الاثنين قرارا بإنفاق 30 مليار وون (26 مليون دولار أمريكي) لدعم إعادة توطين سكان الجزيرة المشردين وتمويل إعادة إعمار المنشآت المدمرة.
غير أن سكان الجزيرة قالوا إن خطة المساعدات ليست كافية وطالبوا باتخاذ إجراءات جوهرية لضمان سلامتهم.
ومن جهة أخرى، دعت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، الصين إلى لعب دور أكبر لكبح جماح كوريا الشمالية، فيما شددت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على أن الحوار مع بيونغ يانغ ممكن شرط تغير سلوكها وتحسين علاقتها مع جارتها الجنوبية.
وعقد في وزارة الخارجية الأمريكية الإثنين لقاء ثلاثي جمع كلينتون بنظيريها الكوري الجنوبي كي سونغ هوان والياباني سيجي مايهارا، دعوا خلاله بيجينغ إلى لعب دور أكبر وأوضح لتغيير سلوك كوريا الشمالية.
وندد الاجتماع بالتحركات العسكرية الأخيرة لكوريا الشمالية لا سيما قصفها الأخير لجزيرة كورية جنوبية وقتل 4 أشخاص بينهم مدنيان وعسكريان، محذرين من أنها تهدد الاستقرار والسلام في شبه الجزيرة الكورية، والمنطقة ككل.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي تلا اللقاء "نتفق جميعاً على أن السلوك الاستفزازي والحربي لكوريا الشمالية يهدد السلام والاستقرار في آسيا ويهددنا جميعاً وأنه يجب مواجهته بتضامن الدول الثلاث".
وقالت كلينتون "نأمل أن تعمل الصين معنا لبعث رسالة واضحة إلى كوريا الشمالية مفادها بأنه يتعين عليها إظهار جدية في وقف أفعالها الاستفزازية. وهناك عدة طرق لذلك وسنركز على التعاون مع حلفائنا وشركائنا في المحادثات السداسية لإيصال هذه الرسالة".
وأضافت إن اللقاء الثلاثي أعاد التأكيد على الخطوات التي يجب أن تتخذها كوريا الشمالية لكي تتمكن المحادثات السداسية عند استئنافها، من التوصل إلى النتائج. على كوريا الشمالية تحسين علاقاتها مع جمهورية كوريا ووقف سلوكها الاستفزازي.
وتزامن اللقاء الثلاثي مع توجه رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأميرال مايك مولن، إلى سيول في زيارة قال مسؤولون أمريكيون إنها تهدف إلى تأكيد الدعم العسكري الأمريكي للجيش الكوري الجنوبي.
وأوضح النقيب، جون كيربي، المتحدث باسم مولن، أن غرض الزيارة "هو تأكيد تحالفنا مع كوريا الجنوبية والوقوف إلى جانبهم في الدفاع عن أراضيها واستقرار المنطقة".