انا لست صحفيا رياضيا حتى أقوم بالافتاء في تفاصيل خليجي عشرين ومالك في البلد. صحيح أني لا أعرف كثيرا في الدربي والكلاسيكو، ولكني كمحب للرياضة ولعبة كرة القدم خاصة.. اعرف ان عدد افراد منتخب فريق بلدنا الذي ينزل الى ارض الملعب 11 لاعبا لايمثلون الحكومة، ولا هذا الحزب او ذاك ولا هذه القبيلة او تلك ولا محافظات قريبة واخرى بعيدة. إنه يمثل البلد بأكمله، وكذلك الجمهور عندما احتشد بتلك الكثافة لم يكن يعطي تأييده ودعمه وتشجيعة لهذا الحزب او ذاك او لأن اللاعبين من قبائل كذا او محافظات كذا..الجمهور -بكل اطيافه السياسية وغير السياسية- خلع اثواب الفرقة ولبس ثوب الاجماع على هدف واحد هو الوقوف وراء فريقة حتى آخر نقطة عرق. هذا الاجماع الذي لم نره يحدث مثلا في حياتنا السياسية ولا مرة واحدة، اما كان أجدر بالفريق والمسؤولين عنه مراعاة كل ذلك؟ فإن لم يتمكن الفريق من تحقيق النصر فلا بد له من الظهور الفاعل أي ان تكون عروضه افضل من آخر عرض له وليس العكس. لهذا لا بد ان نعرف وبالتفصيل سبب هذا التراجع في مستوى الفريق اثناء الامتحان الحقيقي له. لانريد ان نسمع ماسبق لنا ان سمعناه من بعض اللاعبين بأن الحضور الكبير للجمهور كان من بين اسباب هزيمته لأنه شكل ضغطا نفسيا عليه. هذه الحسنة الكبيرة للحضور الجماهيري الضخم منذ بداية البطولة وحتى نهايتها والذي اذهل الاشقاء والأصدقاء وقالوا ان مثله لم يحدث طيلة اربعين عاما من عمر خليجي.. هذا الدعم الجماعي الناصع البياض اراد البعض جعله نقطة سوداء وهي عادة عربية عامة ويمنية على وجه الخصوص بقلب الحقائق وخلق الاعذار والحجج والتي هي اقبح من الذنب نفسه، فاذا حضر ربع ذلك العدد من الجمهور لسمعنا من يصرخ... واين الجمهور الذي نلعب من اجله؟ خليجي عشرون قلب الطاولة على كثير من تلك الاوراق التي نراها على الطاولة.. اوراق لاتساوي الحبر الذي كتبت به، وأسقط كثيراً من المفاهيم بل والأعذار والشماعات التي اضعنا عمرنا ونحن نعلق ثيابنا المهترئة فوقها ومنها مسألة الإمكانيات. سنون طويلة ونحن نسمع عن قلة وضعف الامكانيات التي تقف وراء هزائم منتخبنا، وعندما تدفقت تلك الامكانيات وسالت كما تسيل المياه من انبوب مفتوح لم نر الفريق قد حافظ حتى على مستواه السابق. اذاً، العذر يا إخوة ليس اصلا في الامكانيات المالية والمادية ولكن السبب -كما يبدو- في ضعف امكانيات المعنيين انفسهم. لقد انتهى خليجي عشرون على خير فوق ارض الملاعب لكنه بجب ان يبدأ عندنا في الندوات واللقاءات والصحف واجهزة الاعلام. لا بد من معرفة الحقيقة للاستفادة من دروس خليجي عشرين، والا ما جدوى المليارات التي صرفناها من اجل اقامته؟.