للنظافة الشخصية معايير وقواعد، لكن مفهوم هذه المعايير وتلك القواعد يختلف بين البشر وبين الشعوب، وحتى بين أبناء الأسرة الواحدة. وقد طرحت مجلة غلامور الأميركية النسائية الشهيرة موضوع النظافة الشخصية في عددها الأخير على شكل استطلاع طرحت خلاله مجموعة من الأسئلة غير العادية على ألف سيدة تم اختيارهن بصورة عشوائية، روعي فيها أن يكن من مختلف الأعمار والمستويات العلمية والاجتماعية، فكانت النتائج (الصدمة) على النحو التالي: - هل تفركين أسنانك كل ليلة قبل النوم؟ 43% قلن لا.. وعلى الرغم من أن تنظيف الأسنان قبل النوم يعتبر بالنسبة للكثيرين من المسلمات التي لا يجوز تجاهلها، فإن عدم تنظيف الأسنان ليوم واحد يفتح المجال واسعاً لتكاثر البكتيريا في الفم وبين الأسنان، خاصة أن إفراز اللعاب القاتل للبكتيريا يقل أثناء النوم. ويقول الخبراء إن تكاثر البكتيريا بهذا الشكل يسبب نخر الأسنان والعديد من أمراض اللثة والفم. وهناك العديد من الأطباء الذين يربطون بين أمراض الفم واللثة من ناحية وأمراض القلب من الناحية الثانية. وإذا لم تكن هذه الأسباب الطبية كافية لجعلنا ننظف أسناننا يومياً، خاصة قبل النوم، يظل هناك سبب آخر لإقناع من لم يقتنع، وهو أن بكتيريا الفم تفرز غازات تسمى مركبات كبريت الفولاتايل وهي ذات رائحة كريهة للغاية. - متى تستحمين؟ قرابة ثلث المشاركات في الاستطلاع، قلن إنهن لا يستحممن يومياً.. وقالت نسبة لا بأس بها إن المسألة تعتمد على مدى التعرق خاصة في الصيف.. لكن الخبراء يحذرون من ذلك لأن العرق في حد ذاته يعتبر المرتع المثالي للبكتيريا، التي تتجمع وتتكاثر في العديد من الأماكن ، خاصة في ثنايا الجلد .. وكلما زاد وقت تواجد هذه البكتيريا، زادت رائحتها الكريهة. - هل تعيدين ارتداء الملابس الداخلية ذاتها بعد الاستحمام؟ 85% من المشاركات أجبن: نعم أحيانا.. ويقول المتخصصون إن القطعة الداخلية حين يعاد ارتداؤها لمرة ثانية، تحمل ما يقارب عشرة ملايين بكتيريا يمكن أن تصل بسهولة إلى اليدين وتكون الطامة الكبرى حين تفرك الواحدة عينيها أو أن تلمس طعامها، أو حتى حين تصافح أحداً. منتهى عدم النظافة - هل تغسلين يديك بعد الحمام؟ 24% قلن إنهن لا يفعلن ذلك كل مرة.. وقالت نسبة لا بأس بها من المشاركات إنهن يغسلن أيديهن بعد الحمام ، فقط إذا كن سيتناولن الطعام مباشرة. وفي إجابة عن سؤال مشابه قالت 63% من المشاركات في الدراسة إنهن يغسلن أيديهن بالماء فقط، في حين قالت 38% إنهن يغسلن أيديهن بالماء والصابون.. والأدهى من كل ذلك هو أن 98% قلن إن عملية غسيل اليدين لا تستغرق سوى ثوان لا تزيد على عشر. وغني عن القول أن جميع الدراسات والأبحاث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن غسل اليدين بالماء والصابون، هو أفضل وسيلة لمنع انتقال الجراثيم والأمراض، لكن العملية يجب أن تأخذ وقتاً كافياً لا يقل عن عشرين ثانية. - هل سبق أن تبوّلت أثناء الاستحمام؟ 75% من المشاركات أجبن نعم.. لكن الغالبية بررت ذلك بالقول إنها لكسب الوقت ولتوفير المياه (السيفون). والغريب هو أن الأطباء يقولون إن العملية لا تضر من الناحية الصحية بل إنها مفيدة للقدمين وتعالج الالتهابات إذا وجدت. لمّ الطعام عن الأرض - هل تأكلين طعاما وقع على الأرض؟ 40% قلن نعم، وهؤلاء من المؤمنات بصحة النظرية القديمة القائلة إنه إذا تم رفع الطعام عن الأرض خلال الثواني الخمس الأولى على وقوعه فلا ضرر من أكله.. لكن المسألة تحتاج لمعرفة طبيعة هذه الأرض.. هل هي بنظافة أرض المختبرات العلمية الراقية أم أنها قذرة.. ويقول المتخصصون إنه بغض النظر عن طبيعة الأرض وهل هي نظيفة أم قذرة، لا يجوز في أي حال من الأحوال أكل طعام لامس الأرض لأنها مهما كانت نظيفة فهي غير معقمة وتغطيها الجراثيم والبكتيريا. ومن المعروف أن القليل من البكتيريا يكفي لإصابة المرء بالمرض. - هل تمشين حافية على أرض النادي الرياضي؟ 32% قلن نعم.. لكن المتخصصين يحذرون من أضرار المشي بلا حذاء.. ليس خوفاً من الانزلاق فوق الأرض الرطبة والمبللة في الغالب فحسب، بل من الجراثيم التي تعيش على الرطوبة، إذ إن هذه الجراثيم غالباً ما تسبب الإصابة بما يعرف بالأقدام الرياضية وهو مرض جلدي معد.. وقد يصيب القدمين بالثآليل. ويقول أطباء الأمراض الجلدية إن من الضروري جدا أن تظل منطقة أسفل القدم، وبالذات بين الأصابع، بعيدة عن الرطوبة والماء لأنها في هذه الحال تتحول إلى مرتع للجراثيم والبكتيريا ومن ثم الالتهابات الجلدية.