أعلن السفير الأمريكي لدى طرابلس، جين كريتز، أن حصيلة القتلى في ليبيا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية التي قابلها نظام معمر القذافي بالقمع تصل إلى 30 ألف شخص، لكنها تبقى تقديرات لا تستند إلى إحصاء دقيق. وصرح كريتز للصحفيين في واشنطن الأربعاء، أن ثمة تقديرات لعدد القتلى تتراوح بين عشرة آلاف وثلاثين ألفا، لكنه أوضح أنه من الصعب تحديد إجمالي الخسائر البشرية قبل انتهاء الصراع. وأضاف: "نواصل الحصول على تقارير، حتى من خلال اتصالاتنا في طرابلس والغرب، حول الجثث التي يتم انتشالها". وتحصي التقارير الميدانية سقوط قتلى بشكل يومي في المدن التي تشتد فيها وتيرة القتال خاصة في مصراتة المدينة الساحلية الخاضعة للحصار منذ شهرين، حيث تفيد الأنباء الواردة بتناثر الجثث في الشوارع. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن كريتز، إنه لا يوجد مؤشر على أن القوات الحكومية تلتزم بوقف إطلاق النار المعلن من جانب معسكر معمر القذافي، مع تواصل هجومها على مدينة مصراتة، الخاضعة لسيطرة الثوار المعارضين. وتابع "ليس لدى القذافي ورجاله نية لوقف العنف وإراقة الدماء... فبرغم ادعاءاتهم خلال الأيام القليلة الماضية، واصلت قوات النظام ارتكاب فظائع في مصراتة". وتواصل قوات القذافي قصفها للمدينة المحاصرة منذ شهرين، رغم إعلان مسئول حكومي مساء السبت تعليق العمليات العسكرية بالمدينة للسماح للقبائل بالتوصل لحل للأزمة، الأمر الذي وصفه الثوار ب "الفخ". وأوضح كريتز أن المجلس الوطني الانتقالي المعارض، الذي يسيطر على أجزاء من شرق ليبيا ويشكل حكومة مؤقتة، يستحق الدعم الدولي. وأردف قائلا: "إنهم (أعضاء المجلس الوطني) يواصلون قول الأشياء الصحيحة.هم يتواصلون مع المجتمع الدولي... إنهم جماعة جادة تستحق الدعم". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما سمح بتقديم مساعدات ذات أغراض سلمية للمجلس الانتقالي بقيمة 25 مليون دولار الثلاثاء، ويتزامن ذلك مع إعلان وزارة الخزانة الأمريكية عن إبرام صفقات نفطية مع المعارضة من شأنها در ملايين الدولارات في شكل عوائد على أعضائها. غير أن الولاياتالمتحدة لم تنضم بعد إلى دول مثل فرنسا وإيطاليا، في الاعتراف بالمجلس كحكومة رسمية لليبيا، كما أنها لم تستجب بعد لطلب المعارضة بإمداد الثوار بالسلاح.