بدأت تظاهرات "جمعة الغضب في سوريا، حيث تشير الأنباء إلى خروج تظاهرة ضخمة في دمشق واللاذقية والقامشلي وحلب. وفي وقت دعت السلطات السورية إلى الامتناع عن التظاهر تحت أي عنوان كان قال دبلوماسيون إن هناك بوادر استياء داخل الجيش وغالبيته من السنة بينما ينتمي معظم قياداته للطائفة العلوية. قتل سبعة أشخاص على الاقل وأصيب العشرات بجروح الجمعة بنيران قوات الامن السورية على مدخل مدينة درعا، بحسب ما افاد ناشطون حقوقيون.
وذكر ناشطون ان آلاف السوريين تظاهروا اليوم الجمعة ضد النظام السوري وخصوصا في دمشق وحمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) والمناطق ذات الغالبية الكردية متحدين منعا فرضته السلطات.
ودعا "شباب الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك الى التظاهر في يوم "جمعة الغضب" ضد النظام وللتضامن مع درعا. وكتب الشباب في موقعهم "الى شباب الثورة، غدا سنكون في كل مكان، في كل الشوارع (...) ونتعهد لكل المدن المحاصرة بما في ذلك اشقائنا في درعا باننا بالموعد".
وقال أحد سكان مدينة درعا بجنوب سوريا إن جنودا سوريين أطلقوا أعيرة تحذيرية في الهواء بالمدينة لمنع الناس من حضور صلاة الجمعة أو الاحتجاج. وقال الساكن لوكالة "رويترز" "سيفتحون النار اذا غادر أحد منزله".
وأكد الناشط عبد الله ابازيد في درعا في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية في نيقوسيا ان اكثر من الفي شخص بدأوا التظاهر في القامشلي (شمال) متحدين تحذير السلطات. وأعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) أن أربعة جنود سوريين قتلوا وخطف اثنان آخران عندما "داهمت مجموعة إرهابية مسلحة" موقعهم في درعا. وقال هذا الناطق الذي لم تكشف هويته ان "مجموعة ارهابية مسلحة داهمت نقطة عسكرية في درعا ما ادى الى استشهاد اربعة من افرادها واختطاف جنديين" اثنين.
ودعت السلطات السورية المواطنين الى الامتناع عن التظاهر" اليوم الجمعة بعد دعوات الى "جمعة غضب" في جميع انحاء البلاد. وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان انها "تهيب بالاخوة المواطنين في الظروف الراهنة الامتناع عن القيام باي مسيرات او تظاهرات او اعتصامات تحت اي عنوان كان الا بعد أخذ موافقة رسمية على التظاهر".
ودعت الوزارة في بيانها الذي بثته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الى "المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق هذا الهدف الوطني". واكدت الوزارة ان "القوانين المرعية في سوريا ستطبق خدمة لأمن المواطنين واستقرار الوطن".
من جهة أخرى نقلت سانا عن ناطق عسكري قوله إن "وحدات الجيش في مدينة درعا تتابع مهمتها بملاحقة فلول المجموعات الارهابية المتطرفة المسلحة والتصدي لها معيدة الهدوء الى احياء المدينة والطمأنينة إلى نفوس المواطنين الذين روعتهم جرائم تلك المجموعات الخارجة على القانون". وكانت "لجنة شهداء 15 آذار/مارس" القريبة من المعارضة قالت ان اكثر من 500 قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية.
لكن الناطق العسكري نفى هذه الارقام. وقال ان "عدد الشهداء من الجيش وقوى الامن والشرطة بلغ منذ بدء الاحداث حتى الآن (هم) 78 شهيدا مقابل 70 مدنيا سقطوا جميعا ضحية العنف المأجور الذي استهدف امن الوطن وسلامة المواطنين" ما يعني سقوط 148 قتيلا كحصيلة اجمالية.
وتشير الأنباء إلى أن الأسد يواجه انشقاقا نادر الحدوث داخل حزب البعث الحاكم كما ظهرت علامات على استياء في الجيش بسبب حملة قمع عنيفة لاحتجاجات مطالبة بالديمقراطية قالت جماعة حقوقية يوم الخميس إنها أسفرت عن سقوط 500 قتيل.
واستقال 200 من اعضاء حزب البعث في جنوب سوريا بعد ان ارسلت حكومة دمشق الدبابات لقمع الاحتجاجات في مدينة درعا التي اندلعت فيها انتفاضة ضد حكم الاسد قبل ستة أسابيع. وقال دبلوماسيون ان هناك بوادر استياء داخل الجيش وغالبيته من السنة في حين ان معظم قياداته من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد.
ونفى مصدر في حزب البعث استقالة عدد من اعضاء الحزب. وقال المصدر في تصريحات نقلتها سانا ان "هذه الانباء تدخل في اطار الحملة الاعلامية التي تتعرض لها سوريا والحزب". واكد "تمسك البعثيين بمبادئ الحزب ودوره الوطني والقومي خلف قيادة الرئيس بشار الاسد لدحر المؤامرة".
ويقول حزب البعث ان عدد أعضائه يتجاوز المليون مما يجعل استقالات الاربعاء رمزية اكثر من كونها تحديا حقيقيا لحكم الاسد المستمر منذ 11 عاما. واستقالة أعضاء حزب البعث الى جانب نائبين بالبرلمان من درعا هي شيء لم يكن متصورا حدوثه قبل اندلاع المظاهرات المطالبة بالديمقراطية الشهر الماضي.
ودعت جماعة الاخوان المسلمين السورية المحظورة في بيان يوم الخميس السوريين الى الخروج الى الشوارع في احتجاجات للمطالبة بالحرية بينما قالت وزارة الداخلية انه يجب على المواطنين ألا يتظاهروا بدون ترخيص وذلك من اجل حماية "أمن واستقرار الوطن."