أكثر من عشرة أسباب توجب عدم التفريط بالمبادرة الخليجية: الناس حالتهم واقفة، ومعاناتهم لا تتوقف؛ لا غاز، لا بترول، لا دراسة... حياة عامة شبه معطلة، وإدخال هذا الشعب في المزيد من المعاناة والقتل والتشرد أمر لا يرضي الله ولا رسوله، فاتقوا الله في هذا الشعب. موارد البلد تكاد تنفد، والبنية الأساسية على الصفر. .القبول الاختياري بالمبادرة الخليجية اليوم أفضل من قبولها إجباريا غدا بتدخل أميركي أو أوربي أو إقليمي، على شاكلة ما حدث في ليبيا، أو على الأقل المزيد من الضغوط الخانقة. تعاوننا مع إخواننا الخليجيين في إنقاذ بلدنا لن يمثل قارب نجاة فحسب، بل سيمثل دعما بمختلف جوانبه للبلد في المرحلة القادمة. تذكروا جيدا! رفض هذه المبادرة قد يعني المضي في طريق اللا عودة واللا تاريخ واللا فرصة واللا يمن موحد ومستقر. أسوأ المغامرين الذين لا تغفر لهم شعوبهم ولا التاريخ هم الذين يضيعون فرص السلام في لحظات مقامرة أو كبر أو شعور بغرور شخصي أو حزبي، أو أخذ العزة بالإثم. المضي في المبادرة الخليجية إنجاز تاريخي وهدف إنساني ووطني نبيل يستحق التضحية والإيثار من الجميع، حرصا على سلامة هذا الوطن وحفظ دماء أبنائه. لتفادي السيناريو الليبي، وتجنبا لإراقة دماء الناس بالباطل. "طريق الأمان ولو ثمان"، ومن الحكمة اليمانية والإيمان اليمان القبول بالمبادرة. المبادرة الخليجية ستطفئ الروح الانتقامية وثقافة الكراهية، وستحول دون فتنة الناس إلى فرق وأحزاب متناحرة فيما بينها. المهزوم الحقيقي هو الذي يفضل الحرب على السلام ويبدأ حربا يعرف نتيجتها سلفا ولا يستطيع إنهاءها. المبادرة تمثل في مضمونها الحل الواقعي الذي تميل إليه الأغلبية الصامتة وهي الفئة صاحبة القرار الأشد تأثيرا في الانتخابات وفي الثورات أيضا.