ارتفع عدد ضحايا عملية التفجير في سوق شعبي وسط مدينة بيشاور الباكستانية الى اكثر من 100 واصابة 190 آخرين. وحدث الانفجار بعد ساعات قليلة من بدء كلينتون لزيارتها لباكستان التي تستغرق ثلاثة أيام، بسيارة مفخخة في سوق مزدحم بمدينة بيشاور عاصمة اقليم الحدود الشمالية الغربية مما أسفر عن مقتل 100 شخص واصابة قرابة 150 اخرين. وكان اغلب الضحايا من النساء والاطفال. وهذا أكبر عدد من القتلى يقع منذ عام 2007 عندما سقط نحو 140 قتيلا في انفجار أثناء موكب للترحيب بعودة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو للبلاد من المنفى الذي كانت تعيش فيه باختيارها. واغتيلت بوتو بعد ذلك بأسابيع. ووقع الانفجار الأخير في سوق بيبال ماندي المزدحمة بالمدينة مما أدى إلى نشوب النيران في عدد من المباني. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي تزور باكستان حالياً "ان باكستان في خضم صراع دائر ضد جماعات متطرفة عنيدة وهمجية تقتل الابرياء وترهب المجتمعات". واضافت: "ان هؤلاء المتطرفين ملتزمون بتدمير ما هو عزيز علينا مثلما هم ملتزمون ما هو عزيز عليكم ولجميع الناس. لهذا فهو صراعنا ايضا". واستطردت قائلة: "سنمنحكم المساعدة التي تحتاجونها لتحقيق هدفكم". بدوره، ادان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هذا الهجوم الجديد في كابول لكنه وعد باستمرار عمل الاممالمتحدة في افغانستان. وكثف مسلحو طالبان مؤخرا هجماتهم على اهداف مدنية ورسمية في باكستان انتقاما من حملة الجيش على معقلهم بمنطقة جنوب وزيرستان بالقرب من الحدود الافغانية. وكان قرابة 300 شخص قتلوا، غالبيتهم مدنيون، في تفجيرات انتحارية وهجمات للمسلحين خلال شهر تشرين الاول (أكتوبر) الجاري. وتحول اقليم وزيرستان لواحد من بؤر الارهاب الدولي حيث يدير مئات من مسلحي "القاعدة" معسكرات تدريب ويخططون لشن هجمات بالخارج. وتضغط الولاياتالمتحدة منذ زمن طويل على باكستان لشن هجوم شامل ضد مسلحي طالبان الذين يشنون هجمات عبر الحدود على القوات الغربية في أفغانستان. ويواجه أكثر من 30 ألف جندي باكستاني مقاومة عنيفة من قبل مقاتلين مجهزين ومدربين بشكل جيد والذين يستفيدون من التضاريس الوعرة في إقليم جنوب وزيرستان لتنفيذ هجمات مفاجئة على الجنود. وانتقدت بعض الاحزاب السياسية الاسلامية الحكومة الباكستانية ، التي يقولون انها اثارت طالبان بالتحرك ضدها بناء على اوامر من الولاياتالمتحدة. ولكن وزير الخارجية الباكستاني قريشي قال اليوم الاربعاء إن حكومته تستهدف المسلحين لانها ترغب في الاستقرار والسلام. وقال: "تعتقدون انه بمهاجمة الابرياء والاعتداء على حياتهم ستزعزعون اصرارنا، لا يا سيدي لن تفعلوا، سنكون اكثر اصرارا على القتال والحاق الهزيمة بكم لأسبابنا الخاصة". واضاف: "لن نتراجع، سنقاتل. انكم ملاحقون وتعرفون ذلك".