أدان المتنزهان الأمريكيان اللذان احتجزا لأكثر من عامين في سجن إيراني "وحشية" النظام الإيراني لكنهما انتقدا أيضا انتهاكات بلادهم لحقوق الإنسان. ووصل شين باور وجوش فتال إلى الولاياتالمتحدة في وقت سابق من يوم الأحد بعد أيام من الإفراج عنهما من سجن إيفين في إيران بكفالة بلغت مليون دولار وسفرهما إلى سلطنة عمان، التي ساهمت في الوساطة للإفراج عنهما. وقرأ باور وفتال اللذان أحاطت بهما أسرتيهما في نيويورك، بيانا مشتركا للصحفيين الذين تجمعوا في المدينة، ووصفا فيه الفترات الطويلة من الحبس الانفرادي و"عالم الأكاذيب والآمال الخادعة" التي عرضهم لها سجانوهم. وقال باور إنهما "ذاقا طعم وحشية النظام الإيراني" ولم يسمح لهما بزيارات من مسئولي القنصلية السويسرية التي تمثل الولاياتالمتحدة ولا من محاميهما. وقال فتال "اضطررنا للإضراب عن الطعام مرارا وتكرارا فقط لنتمكن من استقبال الرسائل من أحبائنا.. وفي كثير من الأحيان، أحيان كثيرة للغاية، كنا نسمع صرخات سجناء آخرين يتعرضون للضرب، ولم يكن هناك ما يمكن أن نقوم به لمساعدتهم". ووصف باور عملية الاحتجاز "في عزلة تامة تقريبا عن العالم، وعن كل شئ نحبه" بأنها كانت تجريد من حقوقهم وحريتهم. وتابع باور "ربما تسألنا، والآن أنت حر، هل يمكنك أن تسامح الحكومة الايرانية على ما فعلته لك؟ جوابنا هو: كيف يمكننا أن نسامح الحكومة الايرانية عندما تواصل سجن الكثير من الناس الأبرياء وسجناء الضمير؟". وأشار باور إلى أنه كلما اشتكيا إلى الحراس الإيرانيين من المعاملة التي يلقيانها، كان الحراس يذكرونهما ب"الظروف المشابهة" في السجن العسكري بخليج جوانتانامو في كوبا، حيث احتجزت الحكومة الأمريكية متهمين بالإرهاب الدولي لعدة سنوات، وغالبا دون توجيه اتهامات لهم. وتابع باور "نعتقد أن هذه الإجراءات من جانب الولاياتالمتحدة توفر ذريعة للحكومات الأخرى، بما في ذلك الحكومة الإيرانية " لإساءة معاملة الأمريكيين. واعتقل باور وفتال في تموز/يوليو 2009 مع رفيقتهما سارة شورد بعد أن زعمت طهران أنهم عبروا الحدود إلى إيران من إقليم كردستان العراق أثناء قيامهم بنزهة. وأفرجت السلطات الإيرانية عن شورد، التي خطبها رفيقها باور، بعد قضاء 14 شهرا لأسباب صحية. وأصر المتنزهون على أنهم أبرياء من اتهامات إيران لهم بالتجسس وأكدوا أنهم لم يدركوا أنهم عبروا الحدود إلى إيران عندما ألقي القبض عليهم، وإذا كانوا دخلوا الحدود بالفعل فقد كان ذلك بدون قصد منهم. وقال فتال إنهم اعتقلوا لأنهم أمريكيون مشيرا إلى أن "الحكومة الإيرانية ربطت قضيتنا بنزاعاتها السياسية مع الولاياتالمتحدة". من جانبه، قال باور إن "المفارقة" هي أن "سارة وجوش وأنا نعارض السياسات الأمريكية" التي قالوا إنها تثير العداء مع إيران.