من الخذلان وعدم التوفيق إن لم يكن من الصفاقة أن ترد كلمة النصر ولو عرضاً في خطاب الرئيس فيما مستشفيات العاصمة تغص بما يزيد عن مائة قتيل وجريح من ضحايا المجزرة الإرهابية أمام كلية الشرطة. وصف الرئيس للأمس الدامي بيوم النصر العظيم لأنه تسلم فيها مسودة دستور لم تتوافق عليه بعد لجنته المهاجرة ليس فقط نكتة سمجة في مأتم، وإنما مأساة أخرى تفاقم حاجتنا الملحة للاعتماد على أنفسنا ورص الصفوف أكثر في مواجهة الإرهاب وإزاحة هذه السلطة التي أثقلت كاهلنا بفسادها والبحث السخيف بين دمائنا المراقة وأشلائنا المتناثرة عن انتصارات وهمية تمكن جوقة المستشارين من التجول بقبعاتهم لتسول المزيد من الأيام والتمديد للخراب والموت.