اختطاف.. قتل.. سحل.. ذبح.. تفجير.. تمثيل بالجثث.. نسف.. تفخيخ.. قتل جماعي.. اغتيالات.. قنص.. قتل الأطفال.. هدم الأماكن الأثرية والمقدسة.. كلُّ هذه الفواجع لا تحدث إلا في البلدان المسلمة فقط.!! لماذا يعيش "الكفَّار" بأمان، ويستمعون إلى الموسيقى، ويضعون الزهور على أبواب منازلهم؟ لماذا نموت نحن "المسلمين" بكل بشاعة، بينما نجد بلداناً كافرة يموت المواطن فيها موتاً طبيعياً.. وفي أسوأ الأحوال يموت بحادث سير؟؟ لماذا نتعامل بلغة العنصرية والسلالية والطائفية، ونتجاهل معنى الإنسانية.. ذلك المعنى الأسمى الذي يجعلك تشعر بإنسانيتك، وتوقن أنك نفخة من روح الله؟ لماذا نتعامل مع الآخر من منظور الدين الذي يعتنقه أو ينتمي إليه- بحكم الأيديولوجيا والبيئة-، ولا نفكر أن نخاطبه من منظور "الناس صنفان.. إما أخٌ لك في العقيدة، أو نظيرٌ لك في الخلق"، كما قال علي بن أبي طالب، عليه السلام، في خطابه إلى الأشتر النخعي حين ولَّاه على مصر، وزاد على ذلك أن قال له "الإنسان أخو الإنسان.. شاء أم لم يشأ".. نتعامل مع هذا الآخر بدونيَّة، رغم أنهم أرقى، وننظر إليهم بعصبية رغم أن أيدينا ما زالت ممدودة لما يجودون به من المساعدات والصدقات!! حين نفتش في الخريطة عن دولة إسلامية تعيش بأمان، لا نجد إلا بعض الدول غير العربية فقط، وكأن هناك خللاً في تركيبة الذهنية العربية، أو كأنها جينات اختصَّ العرب بتوارثها دون غيرهم. في السويد وفي اليونان وإسبانيا وكندا وأستراليا، وغيرها الكثير من المدن "الكافرة" يعيش الناس فيها بأمان، ويموتون موتاً طبيعياً، إلى حد أن هناك بلداناً لا تجد فيها حادثاً مرورياً طوال العام. هل المؤمن ممتحن إلى هذا الحد، أم أنه يمحن نفسه ويبحث عن الموت بكل الوسائل طمعاً في الجنة والحور العين؟