كنا نشكو من ملاحقة النظام السابق للصحفيين وكنا نصف الرئيس السابق بعدو الصحفيين وكانت حالات الاعتداء او الاختطاف محدودة ومتباعدة فضلا عن سهولة المتابعة والإفراج وكان لدى النقابة وسيلتين ناجعتين للتواصل بدءاً بالعقيد محمد الماوري ،ثم الزميل عبده بورجي في حال اخفق الماوري في مساعيه . وبكل أمانة كان حصول نقابة الصحفيين على توجيه او امر رئاسي في حينه اسهل من الحصول اليوم على توجيه او امر من مدير أمن الأمانة او المنطقة . ما بعد (ثورة فبراير) ازدادت حالات الاعتداء والخطف بحق الصحفيين وبصورة مضاعفة مع صعوبة المتابعة والإفراج عما كان عليه في السابق،فضلا عن تقزيم دور الوسيلة الاولى (الماوري) وغياب بديل الوسيلة الثانية(بورجي). اليوم ما بعد (ثورة 21 سبتمبر) ازدادت حدة الاعتداءات والخطف وبصورة غير مسبوقة ولا يكاد يمر أسبوع دون حالة انتهاك،كما تعقدت معها إجراءات المتابعة والإفراج وغابت كل وسائل التواصل الا من جهود فردية لهذا او ذاك. فهل أرباب مهنة المتاعب هم الهدف الاول لثورات التغيير التى يفترض ان تستفيد من تناولاتهم واطروحاتهم حتى وإن كانت مرّة.