برج (مزيقيا) ستأوي إلى جبل البنكنوت، بسفينتك أو ربما طائرتك الخاصة، ستنجو بنفسك وأهلك وأرصدتك، المعدمون والبؤساء.. هذه الكائنات التي لا تملك أرصدة ولا قرون استشعار.. هي وحدها عرضة دائما للغرق، بل خلقت للغرق .. لكن هل فكرت أين سترسو بمركبتك فيما بعد.. لن تجد أرضا تؤمن بك.. بعد أن كفرت بأرضك.. هذه الكائنات لم تنس قصة (عمرو مزيقيا)!!! (عمرو مزيقيا) هذا، ملك يمني قديم، صار رمزا شهيرا للخيانة القومية، حذرته كاهنته الحصيفة من انفجار وشيك لسد مأرب، ما يهدد اليمن بطوفان عرمرم، سيدمّر كل شيء، كل شيء.. وبدلا من تلافي الطوفان بقليل من صيانة السد، أو على الأقل تحذير الشعب.. كتم الملك الأمر، وباع كل أملاكه بأسعار باهظة، ثم رحل بأهله وأمواله..، وترك اليمن تواجه أهوال سيل العرم.. ؟!.. ما زال ذلك الملك حتى الآن غارقا في لجة من اللعنات التي ستظل تحاصره إلى الأبد! برج زحل نجمك النحس، وقدرك الإهمال.. والعالم أصم وأعمى عن آلامك وأوجاعك.. تفعل الخير وتجازى بالشر، يكرهك الناس بلا ذنب، ويحرمونك من حقك بلا سبب، تحس نفسك فائضا عن حاجة الحياة، ويذبحك الشعور بعدم أهميتك.. لنفترض أنك غير مهم، هذا لا يعفيك من الاهتمام، ولا يبرر أن تتنازل عن ذاتك لآخرين لن يغرقوا بدلا عنك.. سأقول لك سراً: أنت هكذا لأننا في حالة الغرق، لا تتنازل عن قشتك، القشة التي في يدك، هي جزء مهم من الدفة التي ستقود السفينة ذات صباح مختلف.