استغرب صحفيون أوروبيون عندما حاولوا الاتصال بشخصيات إيرانية معارضة تقيم فى عواصم عربية، لمعرفة رأيها فى انتفاضة طلاب إيران، بامتناع هذه الشخصيات عن التعليق، والتهرب من السائلين. وقد تكشف الستار عن أسباب هذا الموقف المستغرب فى تقرير أمنى غربى تحدث عن (حرب تخويف) تقودها المخابرات الإيرانية وقوات القدس فى الحرس الثورى ضد المعارضة الإيرانية فى الخارج لإسكاتها. وكشف التقرير عن حرب خفية تدور رحاها فى الساحات الغربية بين الأجهزة الأمنية وخلايا إيرانية سرية وأخرى تابعة ل(حزب الله) ، والمفاجأة التى وردت فى التقرير الأمنى أن هناك العديد من الإيرانيات عضوات فى هذه الخلايا، وقد تم اختيارهن بعناية من بين (أخوات الباسيج) وهو تنظيم أسسته حارسة الخمينى (مرضية دباغ)، وتنضوى تحت لوائه نساء مقاتلات تلقين تدريبات متقدمة فى معسكرات خاصة. ويكشف التقرير أيضًا أن مرضية دباغ سافرت إلى أوروبا، حيث تولت تأسيس خلايا نسائية نائمة تابعة لقوات القدس . التقرير الغربى رصد قلق ملالى إيران من تنامى المعارضة الداخلية، ومن انتشار حركة التمرد فى صفوف الشباب وخاصة الطلاب منهم. وقال إن مراقبة الاتصالات القائمة بين بعض الزعماء الطلابيين وعناصر معارضة فى الخارج، عبر شبكة الإنترنت، كشفت دور المنفيين الإيرانيين فى تحريض الطلاب وكشف زيف الديمقراطية التى يدعى نظام الملالى ممارستها، وشرح مزايا الحرية الغربية والرفاهية التى يعيشون فيها. ونتيجة لذلك اتخذ نظام الملالى قرارات بحجب مواقع معينة عن شبكة الإنترنت، وفى الوقت نفسه إرهاب المعارضين فى الخارج لمنعهم من تحريض معارفهم فى الداخل . وقال التقرير إن الأجهزة الأمنية الغربية فوجئت بأن الكثير من المعارضين فى الخارج امتنعوا فجأة عن الكلام. وقد أجريت تحقيقات سرية لمعرفة سبب موقفهم الأخير. فتبين لهذه الأجهزة أن الكثير من الإيرانيين تلقوا اتصالات عبر الهاتف أو على عناوينهم الإليكترونية تنذرهم بأسوأ العواقب إذا لم يكفوا عن الكلام المحرّض. وبنتيجة المتابعة، تبين أن هذه التهديدات صدرت من داخل العواصم الأوروبية نفسها، وتم الاستنتاج بأن هناك خلايا إيرانية نائمة تقوم بهذه المهمة، من ضمن مهام أخرى مكلفة بتنفيذها وقت الحاجة . وكشف التقرير أن تشكيل هذه الخلايا بدأ عندما استشعرت القيادات الإيرانية بأن هناك ما أسمته (حربًا صليبية) ضدها، على خلفية ملفها النووى. وتوصلت القيادة السياسية والدينية الإيرانية إلى أنه لابد من رد الصفعة إلى الغرب بأية وسيلة، وكلفت دائرة ضيقة من القيادات الأمنية وقيادات من الحرس الثورى، بدراسة الأسلوب الأمثل للرد. وحسب التقرير فإن هؤلاء المسؤولين عقدوا سلسلة اجتماعات توصلوا فيها إلى نتيجة بأن أفضل وسيلة للغرب هو - ضرب الأعداء فى عقر دارهم - وخلف هذا الشعار وضعت خطة متكاملة لزرع خلايا نائمة تابعة للحرس الثورى الإيراني و(حزب الله) اللبناني، للقيام وقت الحاجة بعمليات نوعية كبرى ضد أهداف - معادية - تشمل أوروبا وآسيا وإفريقيا، وأميركا . وجاء القلق الغربى من هذا التحرك الإيرانى الجديد، على خلفية تقارير متنوعة المصادر والجنسيات تتحدث عن مدى انتشار شبكات الحرس الثورى و(حزب الله) وخلاياهما فى المنطقة، والإمكانات المادية والبشرية الموضوعة تحت تصرفهما، والواقع أن أحد خبراء الإرهاب كشف عن أن (حزب الله) اللبنانى قد تحول منذ مقتل قائده العسكرى عماد مغنية فى دمشق العام الماضى إلى - حزب إيرانى - وإلى فرع (فيلق القدس) ، وتزامنت عملية دمج (حزب الله) بالحرس الثورى مع تكثيف الدورات التدريبية لعناصر (حزب الله) في معسكرات فيلق القدس فى طهران فى شكل شهرى، حيث يقوم الإيرانيون بتخريج وتجنيد عناصر الحزب اللبنانيين الذين أوكلت إليهم مهمة إعادة إحياء خلايا وشبكات (حزب الله) فى العالم . وقال التقرير الأمنى إن أعضاء تابعين لهذه الخلايا النائمة، وبينهم الكثير من اللبنانيين، هم الذين يتولون الاتصال بالإيرانيين المعارضين لتهديدهم بالقتل إذا ما جرأوا على توجيه أى انتقاد لنظام الملالى. وقد رصدت الأجهزة الأمنية بعض المصادر التى انطلقت منها هذه التهديدات ووضعتها تحت رقابة مشددة . وفى الوقت نفسه عملت الأجهزة المختصة على متابعة مصادر تمويل هذه الخلايا لتجفيفها. وتبين أن معظم هذا التمويل يأتى إما من الداخل الأوروبى ومن متمولين يدينون بالولاء ل(حزب الله) أو من ترويج دولارات مزيفة جيدة الصنع، جرى تزييفها فى إدارة فنية تابعة للحرس الثورى الإيرانى .
..وفى أميركا
وفى الوقت نفسه كشف تقرير أمنى أميركى عن أن (حزب الله) يشكل تهديدًا فى الداخل الأميركى أكثر مما يشكله تنظيم (القاعدة). وافترض التقرير أن اختراق (حزب الله) للأراضى الأميركية أكبر بكثير من تنظيم (القاعدة). وقال إن (حزب الله) ينشط بفعالية فى الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك وفنزويلا وبلدان أخرى فى أميركا الوسطى والجنوبية . وأشار التقرير إلى أنه فى العام ،2006 وعلى أثر تردد أنباء عن أن الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد التقى القائد العسكرى ل(حزب الله) عماد مغنية -الذى كان حتى وفاته المشتبه رقم واحد بقيادته للهجمات ضد أهداف غربية-، أجريت تحقيقات حول وجود خلايا تابعة ل(حزب الله) فى 14 مدينة فى الولاياتالمتحدة. وقد توصل مكتب التحقيقات الفيدرالى ووزارة العدل إلى كشف عشرات المؤيدين المتشددين ل(حزب الله) فى مدينة نيويورك وحدها، وخلية أخرى اكتشفت فى ديترويت، والتى تحولت إلى مركز لجمع التبرعات الخاصة ب(حزب الله)، نظرًا لوجود جالية لبنانية شيعية كبيرة هناك. كما أفيد أن سان أنطونيو تشهد نشاطًا ملحوظًا ل(حزب الله) . وفى السنوات الأخيرة، تم طرد عدة أفراد من البعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة لمراقبتهم بشكل متكرر ودورى للمترو والجسور والأنفاق فى مدينة نيويورك، وغيرها من الأهداف المحتملة. ووفق شهادة أميركية رسمية، فإن الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد -يعلم بالتحديد المواقع التسعة والعشرين الأكثر حساسية فى الولاياتالمتحدة والغرب، والتى تم التجسس حولها ووضعت على لائحة الأهداف المحتملة، حيث من المرجح أن تنفذ هجمات أحمدى نجاد الموعودة على أيدى أفراد من (حزب الله) .
حصار مالى
وأشار تقرير منفصل إلى أن الأجهزة الأمنية الغربية نسقت تحركًا مشتركًا لكشف هذه الخلايا النائمة، وتجفيف مصادر تمويلها، وإماطة اللثام عن عملياتها غير المشروعة. وفى هذا الإطار كشف ال-إف.بى.أى- مخططًا لخلية من (حزب الله) لشراء أسلحة وتهريبها إلى الحزب عبر سورية . ووجه المدعون الأميركيون اتهامات إلى 10 أشخاص بدعم (حزب الله) عبر السعى لتأمين أسلحة وجوازات سفر مزورة وأموال مزورة وحواسيب نقالة مسروقة وألعاب إلكترونية للحزب، بينهم مسؤول -الملف الفلسطينى- بالحزب حسن حدرج، المتهم بمحاولة شحن 1200 بندقية إم- 4 كاربين، من فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا لميناء اللاذقية السورى، فى يونيو الماضى -حزيران-، بسعر نحو 1800 دولار للقطعة الواحدة. وهى المجموعة الثانية من التهم التى توجه لأشخاص فى فيلادلفيا وبنسلفانيا خلال أيام . واتهم 4 أشخاص ثلاثة من لبنان والرابع موسى على حمدان من نيويورك- ب -التآمر لتأمين تجهيزات دعم لحزب الله-. وهم يواجهون عقوبة السجن ما بين 15 و30 عامًا. كما اتهم 6 أشخاص آخرين، بجرائم ذات صلة بهذه المسألة. وطلبت وزارة العدل إنزال عقوبة السجن 30 عاماً بحق عضو آخر فى (حزب الله) يدعى ديب هانى حرب، وهو من مواليد 1978 ويقيم بمنطقة الأوزاعى، جنوببيروت. واتهمت الوزارة حدرج وحرب، ب -محاولة تقديم الدعم المادى لحزب الله- عبر تهريب السلاح . وحسب المعلومات التى توفرت ل -الوطن العربى- فإن عضواً ثالثاً بالحزب هو حسن عنتر كركى، من مواليد 1959 ومن سكان بيروت، يواجه عقوبة تصل إلى السجن 15 سنة فى حال ثبت تورطه بتهمة -التآمر لتقديم الدعم المادى- للحزب، من خلال الأموال التى حصل عليها بعدما زود عميل الشبكة بأميركا بجوازات سفر مزورة، وقام الأخير ببيعها . وذكرت الوثائق أن حرب كان صلة الوصل بين أعضاء الحزب الثلاثة المتهمين ولبنانى رابع يقيم فى ولاية نيويورك يدعى موسى حمدان، وهو من مواليد ،1978 ويواجه فى حال ثبت تورطه عقوبة سجن تصل إلى 25 عامًا. حمدان قام بدوره بتجنيد شبكة لبنانيين وأميركيين، ولعب دور صلة الوصل بين شبكة بيروت المؤلفة من حدرج وحرب وكركى، وشبكة أميركا المؤلفة من حسن النجار، ومصطفى حبيب قاسم، ولطيف كامل هزيمة المعروف بعدنان، وعلاء أحمد محمد أبو النجا، والأميركيين ماودو كاين ومايكل كاتز . شبكة بيروت !! وقد تمكنت أجهزة الأمن الأميركية من اختراق شبكة أميركا عبر عميل فيدرالى، وتبين لها أن -شبكة بيروت- أرسلت، عبر حمدان، أموالاً مزورة قام أفراد مجموعة أميركا ببيعها، فحصلوا على 9800 دولار. وقال حرب للعميل الفيدرالى المتخفى، إن الأموال المسروقة مصدرها سلسلة عمليات سرقة قام بها أنصار ل (حزب الله) وهربت لاحقاً للبنان. كما زعم أن -إيران تطبع عملة أميركية مزورة من نوعية جيدة لمصلحة حزب الله- . وقد بدأت عمليات تبادل معلومات على مستوى القارة الأوروبية حول نشاطات -الجماعات الشيعية اللبنانية- المقيمة فيها، وهى معلومات كانت أصلاً متداولة، إلا أنها ظلت سرية حتى الآن بانتظار حدوث أى تحرك لتلك الجماعات كما حدث فى المدينتين الأميركيتين وفى سلوفاكيا، تمهيداً لإبعاد المئات من الطائفة الشيعية المنظمة فى خلايا سرية تابعة لحزب الله كما حدث فى دولة الإمارات أخيراً .