لم يكن الانفجار الذي استهدف سيارة تابعة لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أول من أمس مجرد استهداف للحركة فقط، فالمكان والزمان لهما مدلولاتهما، فذكرى العدوان الإسرائيلي على غزة الذي صادف أمس، والمسيرة التي نظمها حزب الله الذي يسيطر أمنياً على الضاحية الجنوبية أمس، أيضاً أكثر من مؤشر على أن عملاء إسرائيل قادرون على التخريب في لبنان حتى في الضاحية الجنوبية، وهي رسالة مؤرخة ومعنونة ومرسلة بشكل خاص إلى حزب الله وعبره إلى حركة حماس. وبغض النظر عن الخسائر التي لحقت والشهداء الذين سقطوا والتسريبات الإسرائيلية التي تحدثت عن أن المستهدف كان أسامة حمدان مسؤول حماس في لبنان، فإن الاختراق الأمني الذي حصل داخل المربعات الأمنية في لبنان يطرح أكثر من سؤال حول الفائدة المرجوة من هذه المربعات، وبالعودة إلى ذكرى مرور سنة على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فالصور التي عرضت بالأمس تشير إلى أن الدمار مازال سائداً في القطاع، خاصة إذا علمنا أن من أصل 50 ألف منزل دمرها العدوان، لم يرمم سوى 300 منزل. ربما هذا العدد يكفينا للوقوف عند مسؤولية المجتمع الدولي الذي اعتبر ما جرى ضد غزة كان جرائم حرب ضد المدنيين "حسب تصنيف تقرير القاضي ريتشارد جولدستون".