بتمويل من الاتحاد الأوربي، وضمن برامج المنظمة الدولية للهجرة، يُفتتح غداً (الخميس) في حلب (شمال سورية) مأوى جديد لتقديم المساعدة لضحايا الاتجار بالأشخاص من الإناث. والمركز الذي أقيم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سورية وجمعية رعاية الأحداث للبنات بتكلفة 1.5 مليون يورو، سيقدّم المساعدة المباشرة للنساء الضحايا للاتجار بالأشخاص من خلال الخدمات الطبية والرعاية النفسية والاجتماعية والتأهيل في مرحلة ما بعد الإنقاذ بما في ذلك التدريب المهني ورفع مستوى الوعي حول الاتجار بالأشخاص لضحايا الاتجار المحتملين من سوريين وعراقيين وغيرهم. ويشار إلى أن جهود سورية والمنظمة الدولية للهجرة لمعالجة الاتجار بالأشخاص بدأت منذ العام 2005 بعد وصول أعداد كبيرة من اللاجئين من العراق، حيث تعتبر أسر اللاجئين التي ترأسها النساء على وجه الخصوص هي الأكثر عرضة للاتجار بالأشخاص لافتقارها لوسيلة لإيجاد فرص للعمل تتكفل برعاية أطفال هذه السيدات. ويقوم برنامج المنظمة الدولية للهجرة الذي بدأ في عام 2008 بتمويل من الاتحاد الأوربي بالعمل على منع جريمة الاتجار بالأشخاص في أوساط اللاجئين العراقيين من النساء من خلال تقديم المساعدات الإنسانية. ويعتبر هذا البرنامج جزء من التزام أكبر من جانب الاتحاد الأوروبي لمساعدة سورية على التعامل مع تدفق اللاجئين العراقيين من خلال تقديم مساعدات بقيمة 100 مليون يورو لتقديم الدعم في مجالات التعليم والصحة والقطاعات الأخرى في المناطق التي تتواجد فيها أعداد كبيرة من اللاجئين. وقد قامت المنظمة الدولية للهجرة بتقديم الدعم للحكومة في رفع مستوى الوعي حول قضية الاتجار بالأشخاص بين المسؤولين الأمر الذي ادى بدوره إلى إطلاق مشروع صياغة قانون لمكافحة الاتجار بالأشخاص الذي أقره مجلس الوزراء السوري عام 2009 وهو الآن في انتظار التصديق عليه من قبل مجلس الشعب. وفي موازاة ذلك، كانت المنظمة الدولية للهجرة تقوم بالعمل مع شركاءها لتقديم المساعدة المباشرة للضحايا. حيث تم افتتاح أول مأوى للضحايا في دمشق في كانون الأول عام 2008، وقد استضاف 30 ضحية محتملة للاتجار بالأشخاص من غير السوريين حتى الآن. وقد قدمت لهم الرعاية الطبية والنفسية والغذاء والمساعدات غير الغذائية، والتدريب المهني. ويشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كانت قد وضعت سورية عام 2006 ضمن قائمة الدول التي تقوم بالاتجار بالبشر إلى جانب إيران وأوزباكستان وفنزويلا وكوريا الشمالية والسودان وكوبا وغيرها. ووجهت إنذارات لها أن تتحرك لمواجهة هذه الممارسات تحت طائلة التعرض لعقوبات أمريكية. واعتبر تقرير صادر عن الخارجية الأمريكية عام 2006 أن سورية مع غيرها من دول المنطقة قد تحولت إلى مركز إقليمي يسهّل عملية بيع الرقيق الأبيض، وإلى محور يسلكه مهربوا البشر، وبلاد تستضيف النساء والأطفال الذين يتم الاتجار بهم.