عادت صفحات المواقع الاجتماعية، في متابعة إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يومه الأربعاء الأخير بتعيين المغربي جمال بن عمر المتحدر من الناظور وتطوان مستشاره الخاص في اليمن، في منصب نائب الأمين العام، وذلك من خلال تعليقات رفاق وأصدقاء جمال بن عمر الذين كانوا شهود على مرحلة الجمر والرصاص التي عرفها المغرب في سبعينيات القرن الماضي. وجمال بن عمر تم اعتقاله العام 1976 ببلده المغرب كمعتقل رأي قبل أن يتم الإفراج عنه بوساطة فرنسيين و غادر بلده، وفي دفاع جمال بن عمر على أرائه وأفكاره خبر الكفاح والتجربة والمراس في الحياة ليكون له أهداف ومشروع سياسي يخطو نحو النجاح ورد الاعتبار للانسانية. فجمال بن عمر الذي سطع نجمه في الأممالمتحدة لم يأت صدفة، بل عمل خلال مساره المهني بجد، وكافح وذاق أنواع العذاب والخوف، وفي سيرته المهنية نجده قدم استشارات لأكثر من ثلاثين بلدا في مجال دولة الحق والحكامة وتعزيز السلم وتسوية النزاعات. هاهو اسمه يعود إلى الواجهة السياسية على مستوى عال، والذين يعرفون ابن الناظور وتطوان هم على اطلاع بكاريزميته هذا الريفي الصلب والعنيد، فقد قضى ثماني سنوات من زهرة عمرة في الاعتقال السياسي، أغلبها في السجن المركزي بالقنيطرة، في إطار الاعتقالات التي شملت مناضلي اليسار الماركسي اللينيني في بداية السبعينيات من القرن الماضي، حيث حكم بعشر سنوات سجنا. وقد غادر المغرب، سرا العام 1984 على إثر المضايقات البوليسية التي تعرض لها بعد استعادته لحريته. وأضح مارتان نيسيركي الناطق باسم الأمين العام خلال لقاء مع الصحافة، بنيويورك، أن بان كي مون، عين اليوم جمال بن عمر مستشاره الخاص في اليمن، في منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل إنجاح مهامه للمساعي الحسنة في اليمن خلال مرحلة الانتقال التي تشهدها البلاد . يذكر أن بن عمر، الذي عين في منصب المستشار الخاص باليمن منذ نيسان 2011، يعمل بالأممالمتحدة منذ 1994، حيث تقلب في عدة مناصب بما في ذلك برنامج الأممالمتحدة للتنمية والمفوضية العليا لحقوق الإنسان وقسم الشؤون السياسية، كما عمل في أفغانستان والعراق كمبعوث خاص للأمين العام من أجل تيسير ندوة الحوار الوطني وشغل مهام مدير مكتب دعم تعزيز السلم ومدير وحدة دولة القانون بمكتب الأمين العام للأمم المتحدة. وقال جمال بن عمر، مبعوث الأممالمتحدة لدى اليمن، إن هناك تحركاً إيجابياً من قبل المجتمع الدولي لمساعدة اليمن، ودعا إيران إلى أن تلتحق بركب الدول التي تلعب دوراً إيجابياً في اليمن . مضيفا أن هناك وضوحاً تاماً وإجماعاً في مجلس الأمن على عدم السماح لأي مجموعة أو فرد يريد أن يعرقل أو يهدد العملية السياسية في اليمن، ولهذا تم اتخاذ القرار الأخير بالإجماع. مجلس الأمن يسير خطوة خطوة، وهذا لا يعني بتاتاً أن مجلس الأمن لن يتابع هذا الأمر، أو أنه لن يحمل المسؤوليات للأشخاص أو المجموعات المسؤولة عن هذه الأعمال . وأوضح المبعوث الاممي أن كل ذلك لا يمكن أن يوصف إلا بأنه يندرج في إطار عرقلة العملية السياسية، ومحاولة إفشال الانتقال السلمي للسلطة، مشيراً إلى أن مجلس الأمن تكلم في هذا، وهناك إجماع في المجلس على ضرورة إنجاح تجربة الانتقال السلمي للسلطة، ولهذا هدد المجلس بالعقوبات، وهذا الموضوع لا زال مطروحا . مضيفا أنه في إطار اللجنة التحضيرية للحوار يمكن معالجة عدد من الشروط والقضايا التي تم طرحها من قبل بعض فصائل الحراك الجنوبي، وقال أنا متفائل بأن المشاركة ستكون مهمة جدا.