ما هي هيكلة الجيش اليمني؟ ومن هي الجهة التي تقوم بها؟ ...ما هي المعايير العسكرية والوطنية التي تتم على أساسها قرارات هادي بهذا الخصوص؟ لماذا لا تعلن خطة واضحة بهذا الخصوص من قبل القوات المسلحة أو من قبل رئيس الجمهورية أو حتى من قبل السفير الأمريكي والسعودي يتم إطلاع الرأي العام عليها وعلى المعايير التي تعتمدها ومن ثم يقيس الناس والجيش نفسه صحة أو خطأ قرارات الرئيس الانتقالي على أساس تلك الخطة المعلنة ؟ لماذا نكتشف- نحن اليمنيين- ومن ضمننا الجيش دوافع وأهداف القرارات العسكرية اكتشافا ونبدأ نحلل أو نخمن تخميناً مدى إيحابياتها أو سلبياتها وكأننا من بلاد أخرى ولا علاقة لنا بقرارات مصيرية مثل تلكم القرارات ؟ إلى أي حد يتم الالتزام بأهداف الثورة الشعبية فيما يخص موضوع هيكلة وبناء الجيش الوطني ؟ وبهذا الخصوص لماذا لا يقال بقية قادة الجيش من أسرة آل الأحمر، ولماذا لا يتم بناء الجيش بناء وطنيا وفقا لأهداف الثورة ؟ والأعجب بل وعجب العجاب هو لماذا يتم استبدال قرار إقالة كل من قائد الفرقة و"الجيش الحر"علي محسن الأحمر، وقائد الحرس أحمد علي عبدالله صالح، وهو الأسهل والمتوقع والمطلوب شعبياً ووطنياً وعسكرياً بقرارات أخرى تبدو فيها المؤامرة والغموض أكثر من الحلول والمعالجة ؟ هل قرارات هادي الخاصة بتعيينات الجيش ونقل وحداتها أو دمجها كما هو القرار الأخير تتم على أساس التوافق السياسي بين طرفي توقيع المبادرة وبإشراف الدول الوصية على المبادرة وعلى اليمن؟ أم أنه يتخذها منفردا باعتباره قائدا أعلى للقوات المسلحة؟ أم أن طرفا واحدا من طرفي الصراع - الأكثر نفوذا - هو من يعد تلك القرارات ويقدمها جاهزة للرئيس ولبقية المعنيين بالمبادرة ولكن باسم وزارة الدفاع ورئاسة الأركان المصادرة؟ لن أجزم بالقول أن هذا هو ما أعتقده شخصيا وتشير إليه كل نتائج القرارات السابقة وكل المعطيات المتوفرة حتى الآن. ولكن دعوني أقل معكم لا توجد إجابة واحدة لكل هذه الأسئلة الهامة والمحورية، ومن الواضح أنه لا توجد خطة محددة ومعيارية يستند إليها هادي في قراراته الخاصة بتعيين قادة الجيش أو نقل وحداته ودمجها أو فصلها هنا وهناك.. ومن الملاحظ أن قرارات هادي العسكرية لا تتم وفقا للتوافق والحوار المسبق بين طرفي المبادرة، أو طرفي الصراع، وإلا لما كانت محل خلاف وانقسام حاد وخطير بينهما وبين أطراف عديدة أخرى داخل الجيش وخارجه، وعلى وجه الخصوص المؤتمر والمشترك والفرقة والحرس. هيكلة واضحة(2) شخصيا لا أستطيع سوى القول إن قرارات هادي الأخيرة كما هي سابقاتها تبدو انتقامية وتدميرية في مجملها ولا هدف لها سوى تمزيق وتشتيت الحرس الجمهوري وتقوية جيش الإخوان المسلمين الذي يتم بناؤه بغطاء الثورة والقوى التي تتحدث باسمها، أما الفرقة فقد كان ضم عدد من ألويتها إلى حرس الرئاسة أو إلى وحدات الجيش الأخرى عبارة عن "فضيحة"حقيقية لهادي ووزارة الدفاع والمشترك ولنا جميعا، خصوصا وأن بعضها ألوية "وهمية" ولا وجود لها أصلا وبعضها ليس لها موقع ولا تمتلك آلية عسكرية فيما نعرف أن البقية لم تكن تحت قيادة محسن أصلا ! *من أجل تخفيف التوتر ونزع فتيل الصراع المحتمل بين آل الأحمر، كان لا بد أن ينقل مقر قيادة شرطة النجدة من الحصبة والإبقاء على مسلحي آل الأحمر فيها، ومن أجل تخفيف التوتر أيضاً كان لا بد أن ينقل معسكر الصمع بقيادته إلى مأرب والإبقاء على المسلحين والمليشيات الحزبية التي تحاصر المعسكر منذ 18شهرا تقريبا. وهكذا بالنسبة لفرقة محسن ومسلحي سرحان والمخلافي والعليبي والحنق وغيرهم. والخلاصة فإن الهيكلة التي نتحدث عنها اليوم هي إزالة ألوية الجيش من المعسكرات والعاصمة والمحافظات حتى تطمئن الميليشيات في أماكنها ومكاسبها التي حققتها وتحققها كل يوم على الأرض بعد هذا كله هل نقول أيضاً كلنا لا نعلم كنه وخلفيات قرارات هيكلة الجيش اليمني وهل فعلا لا نعلم ولا نعرف إلى أين نساق أو تساق بلادنا؟ أم أن الحقيقة هي أننا نعرف- كلنا - إلى أين نساق أو تساق بلادنا ولكننا لا نريد أن نتحمل أي مسئولية تجاه أنفسنا أو تجاه بلادنا.. وأن دوافعنا لكل هذه السلبية، إما أن يكون الخوف من القوة الفاعلة على الأرض، أو الرجاء بالحصول على منفعة شخصية أو فئوية منها.. أسف كبير على كل هذه التضحيات. تغريدة أختم برسالة إلى تعز وأقول لشباب الثورة والمدافعين عن مدنيتها وحضاريتها "تعز يا قوم مهددة بتغيير طبيعتها المدنية، تعز تتعسكر وتتسلح أمام أعين الجميع تعز تتخلف إذا لم يخرج الآلاف للمطالبة بإخراج المسلحين من شوارع وحارات تعز الجميلة نكون قد خسرنا مدينة ثانية هي الأجمل بين أحلامنا العريضة" .