حكايات وحقائق غريبة يرويها السكان عن معاناتهم البالغة جراء ارتفاعات الأسعار للمواد الأساسية على مدى سنين خلت كان فيها السوق مفتوحًا لجشع التجار وبكل ممارسات العبث والتحكم بكل ضروريات الحياة وعندما فاجأتهم الإصلاحات الاقتصادية أبدى الكثير منهم عدم الاستجابة في حين مارس آخرون الحيلة أما بتقليل الكميات ونحوها من الطرق الملتوية. اللافت للنظر أن من أغرب الأشياء هي أسعار الأدوية وكلما يتصل بالفحوصات والمعاينات فأسعار الأدوية كان مبالغا فيها إلى حد بعيد حتى أنك تجد التفاوت المذهل بين صيدلية وأخرى وبين شركة وشركة للأصناف ذاتها بفارق يتجاوز النصف وأكثر لقد استغل الناس في هذا المجال بصورة قاسية جدا وكانت تحتكر بعض الأصناف المستخدمة في حالات الضرورة.
لم تكن هناك أية ضوابط تذكر على هؤلاء ما جعل الصيدليات التي تعمل بنفس معايير البقالات تنتشر على أوسع نطاق، على اعتبار أنها من أفضل المجالات الربحية واختفت إنسانية المهنة وضوابطها تمامًا ولم يكترث أحد بما يعانيه الناس من بيع كل ما يمكن من حاجاتهم لأجل إنقاذ مرضاهم.. صور من المآسي والآلام لا حدود لها على هذا الصعيد ما يدعو الجهات المعنية إلى القيام بواجبها لدعم الإصلاحات السعرية وكل ما يزيل معاناة ملايين الناس ممن كانوا تحت ربقة أسعار الأدوية المرهقة التي لا ضوابط تذكر لسوقها.
حماية المواطن مسؤولية لاشك فيها وحمايته من خطر الأدوية المهربة وما يجري في سوقها مفتاح الأولوية للإصلاح، فخطر الأدوية التي بدون رقابة ولا مواصفات يشكل جريمة بحق السكان تفوق مخاطرها كل المشكلات في الجوانب الأخرى، ولاشك أن معالجات الحقول الصحية تأخذ بعدة أولويات تتجاوز حالة السلخ التي يمارسها أطباء لا يفكرون إلا بالربح فالحال يقتضي تجاوز تلك العادة الممتدة منذ سنين وتنقية الوضع من الأدعياء وكل من يمارسون المهنة بدون مؤهلات ووضع آلية ضوابط صارمة.