لماذا اسمك هند ووالدك يدعى حسين ؟ كان هذا سؤال صديقتي في عام 2005، السؤال الذي لم أفهم معناه ‘لا في عام 2015. صديقتي متعلمة ودرست في أفضل المدارس في اليمن وأكملت دراستها خارج اليمن. عندما سألتني عن اسمي، ولماذا اسمي هند قلت لها أن والدتي كانت تحب الفنانة هند أبي اللمع ومتأثرة بمسلسلاتها في ذاك الوقت، وعندما أتيت للحياة قررت أن تسميني بإسمها، بعد مرور سنين تبين لي أن صديقتي كانت تعتقد أن إسمي له علاقة بشخصية تاريخيه إسمها هند بنت عتبة، ولذلك كانت مستنكرة لإسمي، كانت هذه أول مفاجأة لي أن صديقتي لازالت متمسكة بأحداث مر عليها مئات السنين. في 2012 كلنا سمعنا أهل اليمن وهم يهتفون " نشتي دولة مدنية" أي نريد دولة مدنية، ولكن تبين فيما بعد أن مدنية لها معان مختلفة عند كل جماعة. بالنسبة لصديقتي التي كانت تنادي بدولة مدنية أثناء الثورة تبين لي فيما بعد أنها تؤمن أن أحفاد الرسول أو آل البيت هم فقط من يحق لهم الحكم، وأنهم أعلى مرتبة من غيرهم. وهذا ما صدمني أكثر من صدمة استغرابها من اسمي، أنا أتعامل معها على أننا بنفس الدرجة من الإنسانية وهي ترى أنها أعلى مني لقدسية عائلتها. رغم أن صديقتي لطيفة جداً وتعاملني بأفضل معاملة إيمانا منها أن آل البيت عليهم أن يكونوا قدوة لغيرهم، إلا أنني أصبحت أشعر بتوتر بسبب شعور الفوقية وأنها قدوتي، لماذا لا أكون أنا قدوتها مثلاً؟ كل هذه الأفكار كانت تحت الرماد في اليمن حيث اختفت لعقود ثم عادت مع رجوع الفكر الحوثي، لم نكن نفكر بهند أو حسين أو عائشة إلا بعد أن رأينا الجريدة الرسمية- جريدة الثورة - التي يديرها الحوثيون وهي تكتب شعراً استفز أفكاراً طائفية لم نسمع عنها من قبل. صديقتي المثقفة ليست الوحيدة التي تنتهج هذا الفكر، فقبل فترة قصيرة كتب الصحفي المثقف الذي ينتهج الفكر الحوثي أن إغلاق السفارات لا يشكل أهمية بما أن عهد الرسول لم يكن فيه سفارات. لازلت أقف حائرة وأنا أسمع هذه الأفكار حيث كنت مخطئة باعتقادي أن التعليم يرافقه الوعي، ثم تبين لي أننا قد نلتقي بأشخاص واعيين لا يحملون أي شهادة دراسية، وقد نلتقي بمن يحمل شهادة عالية من دولة غربية متطورة ولازال مؤمناً أن البشر ليسوا سواسية ويعتقد أنه إنساناً مقدساً عن العالمين.