* سألت مواطناً كثير القراءة والاطّلاع : ما الذي تريده من الحكومة في العيد الخمسين بعد الذي كان ويكون من أحداث؟ فقال : * أريد أن أشعر بأن وضعي يسير نحو التحسُّن.. وأريد الوصول إلى بيتي في وقت أقلّ وبيدي علاَّقي مصاريف، بحيث تقول زوجتي : أهلاً بالحامل والمحمول.. وأريد تعليماً جيِّداً وقسم طوارئ لا يطلب منِّي شراء الإبرة والخيط من خارج المستشفى وأنا أنزف. ** ولأنه مثقَّف ويدرك أن الدنيا أخذ وعطاء من الكلام إلى لعب الكرة، فقد قام بهجمة مرتدَّة وسألني ذات السؤال.. وكان ممَّا قلته له وأقوله الآن : أمَّا أنا فأريد الإسراع في إسدال الستار على حفلة التكاذب والكفّ عن مساعي بناء الغد بنفس أفكار الأمس وأدواته. } كفاية كيد.. وكفاية إقصاء وإلغاء خارج القانون.. وكفاية احتيال.. فالحيلة الأنظف هي في ترك الحِيَل.. ثم إن رأس الحكمة مخافة اللَّه وليس استغفال خلقه. ** لم يعد مقبولاً أن نبقى ضعافاً في كل شيء.. بما في ذلك ضعف العقل وضعف الضمير وضمور ملكات التحليل وأمِّيَّة القراءة السليمة للواقع.. وهو ما قاد وما يزال إلى كوارث. * وليس من التشاؤم العرضي أو المتجذِّر الإقرار بأننا أفسدنا كثيراً من القيم والمفردات وأفرغناها من مضمونها لنملأها بالبشع والمضحك من التفسير. ** الحزبية عندنا ليست التقاءً حول أهداف الحزب وإنَّما حول مصالح شخصية وتكتُّلات قبلية ومذهبية وطائفية، لا تراعي في البلاد والعباد إلاًّ ولا ذمَّة.. والعصامي عندنا هو مَنْ يكتفي من الإثباتات بأنه سمَّى ابنه عصام وخاض مشواراً من الكفاح في بيع الهواء المطلي. القاضي عندنا في كثير من الأحوال يغمض عينيه عن رؤية الحقّ، حتى صار الناس يقبلون ظلم الخصم على ظلم القضاء.. والروح الثورية أن يقول أحدنا : أنا ناشط سياسي، وفي الطريق لأن يصبح مناضلاً.. ولا بأس إذا كان لا يستيقظ كل يوم إلاَّ بعد أذان الظهر. * وزراء وبرلمانيون ورؤساء مؤسسات ومصالح وقضاة وقادة أحزاب مصمِّمون على إخراج الحي من الميِّت.. ومصمِّمون على تأكيد أن الخير كثير.. لكن عندهم مشكلة بسيطة.. وهي أن بطونهم لا تشبع.. ربَّما لأن الجوع ليس في المعدة وإنَّما في الدماغ. ** والمأساة أن العِبَر كثيرة، لكنهم لا يعتبرون ولا يحسبون ليوم يقذفون فيه إلى الرصيف، حينها سيطلب القاضي نفسه مَنْ ينصفه ولا يجد. * ما قلته ليس تشاؤماً عرضياً ولا متجذِّرا..ً وليس نقاشاً في المستحيل.. لكنها صور طبق الأصل من حكايات بلد يئنّ من أبناء يتفانون فقط في إثبات أن الإنسان ليطغى.. وأنه هلوع.. وأنه أكثر شيء جدلاً!!