عدد قوات الأمن والعاملين في المطار الرئيسي باليمن يتجاوز أحيانا إجمالي عدد الركاب فيه منذ بدأت صنعاء حملة أمنية، بعدما أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن هجوم فاشل على طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 2009. الخبراء قالوا إنه رغم أن توفير الأمن بشكل فاعل يمثل تحديا فإن إنشاء صالة وصول جديدة تتسع لعدد أكبر من الركاب وربما أكثر امنا لن يتسنى قبل عامين على الأقل. مطار صنعاء شأنه شأن مطار عدن في الجنوب يعمل دون لوحات إلكترونية لبيان مواعيد إقلاع ووصول الطائرات، ويجري اصدار بطاقات الصعود إلى الطائرة مكتوبة بخط اليد في بعض الرحلات. ولا يطلب من الركاب المحليين في كثير من الأحيان سوى إظهار تصاريح الصعود إلى الطائرة لتجنب المرور بإجراءات الهجرة ولدخول صالة الامتعة التي يشتركون فيها مع الركاب الدوليين. ويضطر موظفو الجمارك عندئذ إلى الفصل بين الركاب المحللين والدوليين. الهجوم الفاشل على طائرة ديترويت في 25 ديسمبر/ كانون الأول ركز على الأمن الجوي في اليمن، حيث يعتقد أن المتهم بمحاولة التفجير يعتنق آراء متشددة. وأعلنت صنعاء حربا مفتوحة على القاعدة وتشن حملة لتعقب أعضائها. من جانبه، قال فوزي الزيود من المنظمة الدولية للهجرة إن خبراء - مولهم الاتحاد الأوروبي - يعكفون حاليا على مراجعة إجراءات الرقابة الخاصة بالبوابات وجوازات السفر في مطار صنعاء وغيره من المطارات اليمنية الأخرى. وأعرب عن أمله في أن تتعاون المنظمة مع السلطات لسد الثغرات، مضيفا أنه سيوصي باستخدام مزيد من المعدات لتعزيز الرقابة على جوازات السفر، وتدريب العاملين الذين لا يحسن بعضهم التحدث بالإنجليزية. واتضح من المناقشات التي أجرتها المنظمة في اليمن أن السلطات منفتحة وراغبة في تحسين الوضع - حسب قوله - وحتى مع استخدام أجهزة مثل الماسح الضوئي للجسم بالكامل الذي يمكنه رصد متفجرات كالتي استخدمت في محاولة التفجير الفاشلة للطائرة المتجهة إلى ديترويت فإن المهمة لن تكون يسيرة. وقال ديفيد ليرماونت محرر شئون العمليات والسلامة بمجلة "فلايت إنترناشونال" وموقع "فلايت جلوبال" على الانترنت - المتخصصين في شؤون الطيران - إنه "حتى إذا قدر لليمن أن يستخدم أجهزة مسح الجسم فإن طاقم الأمن في المطار عليه أن يشغلها بعناية ومهارة". "المملكة المتحدة - وهي الهدف المفضل المقبل للارهابيين الاسلاميين بعد الولاياتالمتحدة - تشعر بانه لا يمكنها المجازفة باستقبال طائرة قادمة من اليمن." وكانت بريطانيا علقت الرحلات المباشرة من اليمن في شهر ديسمبر/ كانون الأول لأسباب أمنية. ولا يوجد حتى الآن سوى صالة وصول ومغادرة واحدة في مطار صنعاء - الذي بني في السبعينيات - لاستقبال كل من الرحلات الداخلية والدولية، وتتشارك طائرات الركاب في المدارج مع مهمات سلاح الجو ضد المتمردين الشيعة في الشمال. من جهة أخرى، يحاول اليمن مكافحة تهديد مقاتلي القاعدة، بالإضافة إلى قمع تمرد شيعي في الشمال ونزعة انفصالية في الجنوب. بينما يخشى الغرب والسعودية من أن يصبح اليمن دولة فاشلة بما يمكن القاعدة من استغلال الفوضى التي تنجم عن ذلك لتحويله إلى قاعدة انطلاق لمزيد من الهجمات الدولية. موقع شركة الخطوط الجوية اليمنية على الانترنت قال إن الشركة تسير رحلات لنحو 40 مقصدا في أوروبا وإفريقيا وآسيا. ومن أجل شغل الطائرات بالركاب تجمع الشركة بين مقاصدها الداخلية والخارجية في رحلة واحدة، وهو ما يمثل تحديا آخر فيما يتعلق بالنقل والإمداد والتموين. فالرحلة الجوية من صنعاء إلى أبو ظبي - على سبيل المثال - تمر عبر عدن، حيث تقوم عناصر الأمن بفصل الركاب المحليين والدوليين قبل مراجعة جوازات السفر لتتركهم يختلطون ثانية عند البوابة. وتذهب مسارات خارجية أخرى عبر ميناء الحديدة بغرب اليمن أو المكلا وهو مطار صغير للغاية في جنوب شرق البلاد النائي. ومع ذلك، ترى السلطات أن صغر حجم مطار صنعاء الذي يتعامل مع 30 رحلة يوميا ميزة. وقال محمد الفراسي نائب مدير مطار صنعاء إنه لا توجد فرصة لأي راكب كي يتفادى الخضوع لإجراءات الأمن، مضيفا أن المفتشين البريطانيين عبروا عن رضاهم عن مستوى المطار في نهاية يناير/ كانون الثاني 2010، ولم يقدموا سوى اقتراحات قليلة تتركز أساسا على أن يراجعوا إدارة البوابة خلال شهر. وقال إن "فريقا بريطانيا جاء لتفقد مطارنا، وعبر أعضاءه عن ارتياحهم الكامل تجاه جميع الإجراءات وكل القواعد المنظمة للعمل والتقنيات وكل العوامل البشرية في المطار".