تحدثت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الامريكية عن اعتراض الإخوان على الوثيقة المقترحة من قبل الأممالمتحدة للتصدى للعنف ضد المرأة، مشيرة إلى أنه بينما تنبع اعتراضات الجماعة من تفسيراتهم للشريعة الإسلامية، فإن رفضهم يكشف عن خطة رجعية طويلة الأجل للنساء فى المجتمع المصرى، وهو ما يشعر به الكثيرون. وتشير إلى أن الإخوان، الذى ينتمى لهم الرئيس محمد مرسى، حذروا من سعى الأممالمتحدة لمنح المرأة الحق فى حرية تحديد عملها والسفر دون وصاية الزوج وكذلك تقديم شكاوى قانونية ضد زوجها تتمه بالاغتصاب، وبينما لا يمكن لوثيقة الأممالمتحدة أن تكون ملزمة على المجتمع المصرى ما لم توافق مصر عليها، فإنه من المثير للاستغراب أن يعرب الإخوان عن كل ذلك الغضب. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الوثيقة التى تم تأسيسها عام 2010 من خلال التصويت فى الجمعية العامة، تدعو إلى "تعزز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة"، وبكل عداء صريح يرفض الإخوان مصطلح المساواة بين الرجل والمرأة، كما أنهم يبدون أشد رفضا لتمكين المرأة منذ أن كانت الجماعة تتبنى بقوة وجهات النظر الأبوية التى تطلب من المرأة أن تكون تابعاً لزوجها. وتضيف أن الكثير من أفكار الأممالمتحدة تتعارض بشكل مباشر مع وجهات النظر الدينية للإخوان، فالإخوان يعتقدون بقوة فى إنه لا يجب أن تكون النساء أحرار فى اتخاذ القرار بدون تدخل أقاربها الذكور أو زوجها، كما يعارضون منحها ميراث متساو مع الذكر. وتستنكر الصحيفة، أنه إذا كانت وثيقة الأممالمتحدة غير ملزمة على مصر، فلماذا كل هذا الغضب من الإخوان، وتشير إلى أن رد فعل الجماعة يؤكد أنه رغم أن مصر شهدت انتخابات حرة وفيما تسعى لبناء نظام أكثر ديمقراطية، فإن قادتها ليسوا مهتمين بالقيم الليبرالية. وتخلص أن هذا هو أحدث هجوم فى الحرب الثقافية التى يبدو أن القادة الجدد حريصون على خوضها، وقد يكون لهم مؤيدون فى بعض الأمور، فتشارك كل من مصر وروسيا وإيران والفاتيكان فى رفض ما يتعلق بتعامل أفضل مع قضية الإجهاض والأمراض التى تنتقل عبر الاتصال الجنسى.