- قتلت "أم القنابل" التي ألقاها الجيش الأمريكي على مخابئ لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (فرع خراسان) في أفغانستان 36 مسلحا ودمرت القاعدة التي كانوا يستخدمونها، حسب وزارة الدفاع الأفغانية. وألقى الجيش الأمريكي القنبلة التي تزن 9,800 كيلوجراما من نوع GBU43 على شبكة أنفاق يستخدمها تنظيم الدولة في ولاية ننغرهار. وأضافت وزارة الدفاع الأفغانية أنه لم يصب مدنيون في الانفجار. وأدان الرئيس الأفغاني السابق، حميد كرزاي، الهجوم قائلا إنه "غير إنساني ويدل على أبشع استغلال لبلادنا". رغم أن سياسة إدارة ترامب بخصوص أفغانستان لازالت قيد التشكل إلا ان استخدام القنبلة في أفغانستان يعتبر رسالة قوية مفادها ان تنظيم الدولة الإسلامية يأتي على رأس قائمة التنظيمات التي تعتبرها واشنطن أهدافا ترغب في تدميرها. جوناثان ماركوس, مراسل بي بي سي لشؤون الدفاع وأكد الرئيس التنفيذي لأفغانستان، عبد الله عبد الله، الهجوم قائلا إنه نفذ بالتنسيق مع الحكومة وأنه كان هناك "حرص شديد لتجنيب المدنيين الضرر". وأوضحت وزراة الدفاع الأفغانية أن القنبلة ضربت منطقة بقرية في وادي موماند حيث كان مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية يستخدمون شبكة من الكهوف. وقالت الوزارة إن القنبلة دمرت أيضا مخابئ كبيرة للأسلحة. وقال صحفيون محليون إن القنبلة أسقطت في حدود الساعة 07.30 مساء الخميس بالتوقيت المحلي في منطقة آشين بولاية ننغرهار، القريبة من الحدود مع باكستان، والتي تعد معقلا رئيسيا لمسلحي تنظيم الدولة. وقالت القوات الأمريكية إنها اتخذت كل الإجراءات للحؤول دون وقوع ضحايا من المدنيين، جراء استخدام هذه القنبلة. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العملية بأنها "نجاح للجيش الأمريكي الذي نفخر به وبالعسكريين الأمريكيين العاملين في أفغانستان" مضيفا بأنه أعطى موافقته الكاملة على تنفيذ العملية. "أم القنابل" وذكر شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبي في مؤتمر صحفي، أن هذه القنبلة هي السلاح الأكثر دقة، وأنها دمرت سلسلة من الأنفاق، التي كان مسلحو التنظيم يستخدمونها بكل حرية، ويهاجمون القوات الأفغانية والأمريكية انطلاقا منها. ويأتي استخدام هذه القنبلة، بعد أيام فقط من مقتل أحد أفراد القوات الخاصة الأمريكيين في المنطقة ذاتها. وقال آدم ستومب المتحدث باسم الجيش الأمريكي، إنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النوع من القنابل في القتال، والتي تعرف أيضا باسم "أم القنابل". وتعد أكبر قنبلة من حيث الحجم غير نووية ضمن ترسانة الجيش الأمريكي، وتم تصنيعها عام 2003، في الوقت الذي كانت القوات الأمريكية تخوض الحرب في العراق. ونقلت هذه القنبلة بواسطة طائرة MC-130 العملاقة. نموذجا أكثر ضخامة من قنابل مشابهة تم استخدامها خلال حرب فيتنام. وقال الجنرال جون نيكولسون، قائد القوات الأمريكية في أفغانستان: "إن خسائر الجهاديين أصبحت كبيرة في الفترة الأخيرة، وهم يستخدمون الخنادق والكهوف لتعزيز دفاعاتهم، وهذه هي الذخيرة المناسبة لتذليل تلك العقبات، والابقاء على هجماتنا على درجة عالية من الفاعلية." واستنادا إلى مصادر القوات الجوية الأمريكية، فإن استخدام هذه القنبلة أدى إلى صعود سحابة دخان عملاقة، أمكن مشاهدتها على بعد 32 كيلومترا. "سلاح ضخم" القنبلة أحدثت دمارا هائلا وسحابة من الدخان شوهدت على بعد 32 كيلومتر أثناء تجريبها في عام 2003مصدر ويقول جوناثان ماركوس مراسل بي بي سي لشؤون الدفاع إن القنبلة هائلة ويتم توجيهها عبر أجهزة الملاحة وتحديد المواقع باستخدام الاقمار الاصطناعية "جي بي إس"، وتعد هذه هي المرة الاولى التي يتم استخدامها عمليا في معارك. ويضيف ماركوس أن القنبلة تعد نموذجا أكثر ضخامة من قنابل مشابهة تم استخدامها خلال حرب فيتنام. ورغم أن سياسة إدارة ترامب بخصوص أفغانستان لازالت قيد التشكل إلا ان استخدام القنبلة في أفغانستان يعتبر رسالة قوية مفادها ان تنظيم الدولة الإسلامية يأتي على رأس قائمة التنظيمات التي تعتبرها واشنطن أهدافا ترغب في تدميرها، حسب مراسلنا. واتهم كرزاي الولاياتالمتحدة باستخدام الأراضي الأفغانية لتجربة أسلحتها الجديدة، مشيرا إلى أن "العبء يقع على عاتق أفغانستان لإيقاف هذه التصرفات الأمريكية".