استنكر طلاب يمنيون يدرسون في الهند تجاهل سفارة وقنصلية وملحقية اليمن هناك تجاه ظروف حرجة يمرون بها في مدينة (شموجا) ولاية(كرناتاكا)التي حظرت السلطات فيها التجول منذ الاثنين الفائت بسبب صراع طائفي بين المسلمين والهندوس. وقال طلاب إن ممثلي اليمن هناك لم يكلفوا أنفسهم مجرد التواصل مع الدارسين لمعرفة ظروفهم الناتجة عن حظر التجول الذي فرضته سلطات الهند باستثناء ساعتين صباحيتين فقط، جراء صراع طائفي بين المسلمين والهندوس نشب عقب نشر مقال منسوب لكاتبه بنجلاديشية منفية هي(تسليمه نسرين) بعنوان لنحرق البرقع. وإذ شكر الطلاب اليمنيون رئيس جامعة (كوفيمبو) البروفيسور(شيريجارا) والعاملين في الجامعة لاهتمامهم بالطلاب الأجانب من كافة النواحي، تمنوا لليمن في الهند الشفاء العاجل من الصمت المطبق الذي تميزت به في ظرف حرج يعيشه طلابها. وأوضح الطلاب في رسالة اليكترونية أن رئيس الجامعة التقى بكافة الطلاب الأجانب وشكل لجنة لحل أي مشاكل قد يواجهونها بسبب الصراع و حظر التجول مؤكدا استعداده لنقل أسرة يمنية تسكن المدينة إلى السكن المؤقت في الجامعة التي تبعد من المدينة حوالي 30كم. وذكر الطلاب أن الشغب الذي اندلع في مدينة شموجا ولاية كرناتاكا يوم الاثنين الفائت أسفر عن قتيلين وعدد من الجرحى. وأوضح الطلاب أن صباح الاثنين الفائت بدأ باحتفال(الهيولي) الذي يعني(عيد الألوان) وهو مناسبة يصبغ فيها محتفلون وجوههم بالألوان ويتراشقون بها أيضا. لكن الاحتفال تحول فجأة إلى أعمال شغب ورمي بالحجارة وطعن بالأدوات الحادة وإحراق الإطارات والمركبات في الجولات الرئيسة قطعا لحركة الشرطة. وتضيف الرسالة:هكذا أصبح لون الدم هو المهيمن على المدينة بعد ساعات من بدء الاحتفال بعيد الألوان، ما أدى إلى حظر التجول من قبل السلطات. عن مقال البنجلاديشية المنفية (تسليمه نسرين) بعنوان لنحرق البرقع تقول الرسالة إنه نشر في 18 يناير من العام 2007 إلا أن إعادة نشره مترجما إلى اللغة الخاصة ب(كرناتكا) في صحيفتين صادرتين باللغة ذاتها يوم الاحد28/2/ 2020 أطلق شرارة الشغب التي تشهدها المدينة بين المسلمين والهندوس. ونفت نسرين أن تكون كتبت هذا المقال وقالت إنها تخشى وجود محاولة متعمدة لايذائها. وقالت في رسالة بالبريد الاليكتروني لرويترز "ما حدث في كارناتاكا يوم الاثنين صدمني. "علمت أن (الاحتجاجات) أثارها مقال كتبته ونشرته صحيفة في كارناتاكا. لكنني لم أكتب قط مقالا لأي صحيفة في كارناتاكا. إن ظهور هذا المقال أمر كريه." وأفاد الطلاب اليمنيون في الهند أن شرطة (بانجلور) -عاصمة ولاية كارناتاكا- سجلت القضية ضد صحيفتي (الكانادا)، و(الأوردو) اليوميتين بسبب نشرهما المقال الذي يمثل "نية مبيتة وخبيثة من خدش المشاعر الدينية لأية فئة من المواطنين في الهند، عن طريق الكلمات أو عن طريق علامات مرئية أوعن طريق التمثيل أو غير ذلك ". وطبقا للقانون فإن العقوبة في حال كهذا تحدد بالسجن مدة تصل إلى ثلاث سنوات ، أو الغرامة ، أو كلاهما.
وحظرت حكومة بنجلادش ثلاثة من كتب (تسليمه نسرين)وهي"عار"، و"طفولتي"، و"ريح شعواء"، مبررة حظر تلك الكتب بإيذائها لمشاعر المسلمين هناك. وهربت(تسليمه نسرين) من محاولات لقتلها قبل أكثر من عشر سنوات، وكانت روايتها الأولى(لاجا) أو "العار" زعمت أن الأٍقلية الهندوسية في بنغلاديش تواجه الاضطهاد على أيدي الغالبية الإسلامية. وكان رد الفعل الشعبي على هذه الاتهامات شديداً وعنيفا، الأمر الذي دفع الحكومة البنغلاديشية إلى حظر تداول هذه الرواية. كما سبق أن حوكمت الكاتبة غيابيا وصدر ضدها حكم بالسجن لمدة عام في بنجلادش عام2002، وقضت نحو عشر سنوات في غرب أوروبا والولايات المتحدة قبل أن تصل إلى الهند عام 2004 بعد حصولها على إذن بالإقامة المؤقتة. (تسليمه نسرين) هي طبيبة امتهنت الكتابة، وفي خضم هذه الوقائع الكتابية، أعلنت إحدى الجماعات الإسلامية عام 1994 عن مكافأة لمن يأتي برأس (تسليمة) التي اتهمت بالدعوة إلى مراجعة القرآن لإعطاء المرأة المسلمة المزيد من الحريات. ومنح البرلمان الأوروبي نسرين جائزة ساخاروف لحرية الفكر عام 1994 .