- روى عدد من الناجيين الأفارقة عملية الغرق التي تعرض لها لاجئون صوماليون واثيوبيين في السواحل اليمنية. وذكر الناجون كيف أجبر التجار المهربون بأسلحة AK47 العشرات من الغرق والقفز في البحر قبالة المياه اليمنية.
ونقلت الغارديان البريطانية عن الناجون ان المهربون استخدموا الضرب والتهديد باطلاق النار على اكثر من 100 لاجىء، بمن فيهم اطفال لا يستطيعون السباحة، للقفز الى البحار العميقة قبالة سواحل اليمن الاسبوع الماضى. وقتل ما لا يقل عن 50 شخصا، وهذا الحادث هو الاحدث في سلسلة قتل فيها المئات وربما آلاف اللاجئين.
وقال الناجون الذين تم الاتصال بهم في اليمن لصحيفة "الغارديان" إن أفراد طاقم مسلحين من طراز "أكا 47" أخبروا حوالي 120 رجلا وامرأة وطفل على القفز إلى الماء في حين لا يزال على بعد 1 كم على الأقل من الشاطئ.
وأضاف الناجون أن " القارب غادر بوساسو وهو ميناء فى صوماليلاند على خليج عدن قبل حوالى 16 ساعة".
وقد تأكدت وفاة 51 لاجئا معظمهم من الصوماليين الذين يحاولون الوصول الى اوروبا، ومن المتوقع ان يرتفع عدد القتلى.
ويضيف الناجون "أخبرنا المهربون أنه من الخطورة جدا أن نقترب من الشاطئ حيث أن السلطات اليمنية قد اعتقلت المهربين هناك. لذلك قالوا لنا للقفز، بعض الناس صرخوا وطلبوا من المهربين أن يقربنا، لكنهم رفضوا وبدأوا يضربون الناس بالعصي".
وقال عبد الرحيم إلمي آنو، 25 عاما، وهو عامل في بوساسو، لصحيفة الجارديان: "لقد كانوا يختبئون في أن يجادلوا، وبدأ الناس يقفزون إلى البحر.
وتابع "للأسف، لم ينج سوى عدد قليل جدا. أتذكر أن بعضهم كانوا صغارا جدا ولم يعرفوا كيفية السباحة "، قال آانو عندما اتصل به هاتفيا في اليمن".
وقالت المنظمة الدولية للهجرة ان موظفيها عثروا على مقابر ضحلة من 29 مهاجرا على شاطئ في محافظة شبوةباليمن خلال دورية روتينية صباح اليوم الثلاثاء. وقد دفن الناجون على عجل على قيد الحياة.
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 55،000 مهاجر قد غادروا القرن الأفريقي ليأتيوا إلى اليمن منذ يناير / كانون الثاني. وأكثر من 000 30 من هؤلاء المهاجرين هم من الصوماليين والإثيوبيين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، ويقدر أن الثلث من الإناث.
ويأمل معظمهم في إيجاد فرص اقتصادية أفضل في بلدان الخليج أو السفر إلى أماكن أخرى، وهم يفرون من الجفاف والحرب والقمع في بلدانهم الأصلية.
وفى حادث ثان، قام مهربون يحملون قارب اخر من اللاجئين الاثيوبيين بشكل كبير باقتحام 160 شخصا فى المياه تحت تهديد السلاح.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة فى بيان الاسبوع الماضى انه تم انتشال خمس جثث حتى الان، وان حوالى 50 جثة قد فقدت. وذكرت الوكالة ان متوسط عمر الركاب على متن القارب كان 16 عاما.
وفي مارس، اتهمت الحكومة الصومالية التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بشن هجوم على مركب قتل ما لا يقل عن 42 لاجئا صوماليا قبالة سواحل اليمن.
وعلى الرغم من المخاطر، لا يزال اليمن جذابا للمهاجرين الأفارقة نظرا لعدم وجود سلطة مركزية لمنعهم من السفر فصاعدا.
وقالت سوبان عبدينور شوكور البالغة من العمر 22 عاما ان شقيقها الاصغر البالغ من العمر 19 عاما والذى كان يأمل فى العثور على عمل لدفع ثمن التدريب كمهندس كمبيوتر كان من بين القتلى يوم الثلاثاء. "إنها كارثة على عائلتنا.
ويضيف "رأيت له الليلة التي كان يسافر فيها إلى اليمن عائلتي تعيش في فقر، لذلك أخي أراد أن يساعدنا على الخروج من هذه الحياة السيئة.
ثم قال انه سيتوجه الى اوروبا لايجاد عمل جيد ثم يواصل الحصول على التعليم ومساعدة الام في الوطن ". وقال شوكور، متحدثا على الهاتف من بوساسو.
قالت أمينو دوبو، أم تبلغ من العمر 17 عاما على نفس القارب، إنها باعت أرضا عائلية واقترضت المال لدفع ثمن رحلته. اتصلها ابنها من بوساسو ليقول لها إنه دفع 500 دولار إلى مهرب لمرورته عبر خليج عدن وسيغادر قريبا.
وقد وصل أكثر من 111،500 مهاجر إلى شواطئ اليمن العام الماضي، مقارنة بنحو 100 ألف مهاجر في العام السابق، وفقا لأمانة الهجرة المختلطة الإقليمية، وهي مجموعة من الوكالات الدولية التي ترصد الهجرة في المنطقة.
وقال انو انه ترك ثلاثة اطفال وزوجته خلف بلدة بيليتوين بوسط الصومال الا انه لم يتمكن من العودة/ وهو يخطط الآن للسفر إلى السودان عن طريق رحلة بحرية غير آمنة أخرى غير قانونية ثم إلى ليبيا. وذكر أن الرحلة ستتراوح بين 5500 دولار و 7 الاف دولار.