في البلدان الكافرة تطالعك بين اليوم والآخر أخبار على هذا النحو: إصدار جديد للكاتب فلان الفلاني.. البوم غنائي جديد للفنانة فلانة الفلانية. مسرح البلوشوي يقدم للجمهور عرضه المسرحي الجديد. متحف اللوفر يفتتح جناحا جديدا يحتوي على 1200 قطعة أثرية جديدة. سيدة الصين الأولى تفتتح أكبر حديقة في العالم، ومتقاعدي جيوش الحرب العالمية الثانية يقيمون ماراثونا جديداً رافعين شعار لأجل أن ينعم العالم بالسلام.. وفي اليمن، هذه البلد التي دخلت الإسلام برسالة، كل يوم "تنبع" لنا رسائلsms الإخبارية بأخبار مبهجة جدا على هذا النحو: اعتداء تخريبي جديد على خطوط التيار الكهربائي بمنطقة نقيل بن غيلان بصنعاء. مصرع خلية إرهابية جديدة في أبين. قطاع قبلي جديد في مدينة عمران. انهيار صخري جديد في منطقة.. سقوط جديد لطائرة سخواي أثناء قيامها بعملية تدريب عسكري فوق مناطق مأهولة بالسكان. قبائل الجدعان يقطعون أنبوب نفط جديد في مأرب. قبائل أم الجن. ينصعون محول كهربائي جديد في شبوة ! وأسألكم بالله ، هل هذه حياة تليق بشعب من صبح الله، وحتى المغيب وهو يكدح ليعيش فقط، ومع هذا مستكثرين عليه شوية ضوء ؟! وكله كوم وعبارة "اعتداء جديد" لوحدها كوم. والحمدلله بدل عبارة "اليمن الجديد" اللي ادوشوا رؤوسنا بها، صار لدينا عبارة "اعتداء جديد" لنتسلى بها، وقد هي أحسن من الفرغة. غياب مبدأ الثواب والعقاب جعل من عبارة "اعتداء جديد" عملية عادية جدا تماما مثل كلمة "السلام عليكم" ولكننا دولة ترقد في الشارع، وكل من أحب الله والنبي يعطل ما يشاء فيها ويذهب إلى فراشه لينام وهو مطمئن ومرتاح الضمير!؟ تهرب من أخبار الصحف وأخبار رسائل الموبايل إلى التلفزيون، وتجد إحدى القنوات المحلية وهي تعرض فيلماً سياحياً قصيراً عن جمال الطبيعة في اليمن، ولأن مهمة التنغيص صناعة يمنية بامتياز تجد أسفل شاشة التلفاز شريطا إخباريا يقول لك: مقتل عشرة في ذمار، مصرع خمسة في حرض، ولكأن اليمن ثلاجة موتى كبيرة. أخبارنا اليومية في اليمن، تشبه اليمنيين تماما، كئيبة ولا تسر، وكله كوم برضة والشريط الإخباري لقناة سهيل كوم لوحده، شخصيا كلما تابعت الشريط الإخباري لسهيل احتاج بعده إلى شريط منوم عشان أرقد. انتهى المقال عموما، وإلى اللقاء في اعتداء جديد! [email protected]