[email protected] - أظهرت لنا أحداث 2011م والتي عصفت بالعالم العربي عامة واليمن خاصة "فقر" هذه الأوطان للدراسات الإستراتيجية والوطنية على جميع الأصعدة مما جعلها هشة سياسيا وهشة إقتصاديا وإجتماعيا ودينيا وثقافيا وتعليميا وإعلاميا وعلميا ,,, ولم نجد جميعا أي دراسة في أي جانب نستطيع من خلالها التعامل مع الأحداث والأوضاع على أسس علمية وتجارب عملية مستندة على وقائع وأحداث حقيقية ,,, بل كانت الأفكار التي تنهال على الوسط المجتمعي مستند على "دعونا نجرب" ,,, "دعونا نغير" ,,, دون أن تكون هذه الدعوات مستندة على قاعدة معلوماتية حقيقية أو مدروسة أو نظريات مؤكدة أو على الأقل تحت التجربة أو الدراسة ,,, وكانت العشوائية هي السائدة على جميع الأصعدة ,,, مما جعل الكثير ممن يبحث عن الحق والحقيقة يسقط في تجاذبات أطراف الصراع والنزاع ,,, فجزء مستند على أن الماضي ومآسيه أهون من تجربة المستقبل وما يخفيه ,,, وبعضهم مصمم على تجربة المستقبل من منطلق "لن يخسر شيء" وعل وعسى ,,, وبين هذا وذاك يسقط وطن بين محاولاتهم للتغيير والتجميد دون دراسات موثقة ,,, عوضا عن التغيرات في المجال الإقتصادي والمالي ,,, والإعلام وتضليلاته وتوجيهاته وتلاعبه بالعقول ,,, وأحوال المجتمع وتعاملاته مع بعضهم البعض وأساليب تعديلها وتحسينها والمحافظة على محاسنها وغير ذلك من دراسات كنا نتمنى وجودها وإخراجها للوسط المجتمعي ليستطيع من خلالها التغلب على مشاكل المجتمع والمشاكل الدخيلة والبحث عن أفضل الحلول الممكنة والملائمة مرتكزة على أسس علمية وتجارب ونظريات وأفكار وأحداث وغير ذلك ,,, ومن هذا المنطلق وهذه الإحتياجات فإن وجود مثل هذه المراكز والمؤسسات ضرورة ملحة وهامة جدا لإعداد الدراسات اللازمة والهامة للتعامل مع المستقبل من خلال الإرتكاز على تجارب الماضي وأحداث الحاضر ويجب أن تكون لها إرتباطات جذرية ووثيقة مع جميع الجهات العاملة في الوطن كمؤسسات الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والسفارات والقطاع الخاص والشباب والمرأة ,,, ونحن من هذه الرؤية وهذا المنطلق سنسعى خلال الفترة القادمة – إن شاء الله - لإنشاء مثل هذا المركز الوطني للدراسات الإستراتيجية والوطنية ويأتي هذا السعي ضمن جهود شبابية وجدت ضرورة وجود مثل هذا المركز المستقل الذي يجد ضرورة أن يكون فعال في المجتمع من خلال زاوية هي الأهم والذي نرجو وجود جهات داعمة لهذه التوجهات والأفكار والذي سينعكس خبرها على الوطن أرضا وإنسانا.