قالت صحيفة بريطانية إن قناة تلفزيون بي بي سي الناطقة باللغة الفارسية أصبحت خلال الأسبوعين الماضيين أحد أهم مصادر الأخبار التي لا تخضع للرقابة الحكومية في إيران، مشيرة إلى أنها أصبحت تبث الآن على مدار الساعة بعد أن كان بثها لا يتجاوز ثماني ساعات يوميا. وذكرت ذي إندبندنت أن هذه القناة التي حظرت طهران عملها من داخلها تسللت إلى البيوت الإيرانية منذ بداية بثها من أستوديو وسط العاصمة البريطانية لندن قبل ستة أشهر، إلا أنها بتغطيتها للاحتجاجات الأخيرة على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية جذبت عددا هائلا من المشاهدين المتعطشين إلى أخبار التطورات ببلادهم، حسب الصحيفة.
كما شجعت القناة عبر برنامجها "نوبت إي شوما" (دَورُك) الناطقين بالفارسية على الاتصال هاتفيا ومناقشة القضايا التي تهمهم، واضطر مقدم هذا البرنامج الذي كان يبث أسبوعيا إلى تحويله إلى برنامج يومي يحكي من خلاله عدد كبير من الإيرانيين للعالم الخارجي ما يدور في بلادهم.
وعندما بلغت الاحتجاجات أوجها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، كانت هذه القناة تستقبل عشرة آلاف رسالة إلكترونية يوميا وعشرة أفلام فيديو كل دقيقة، ولم تُجد تدابير السلطات الإيرانية الرامية إلى وقف اتصالات ورسائل الهاتف النقال بين إيران وبريطانيا في وقف ذلك، بل لا تزال القناة تستقبل الرسائل وأفلام الفيديو وكذا الصور من إيران.
ويبدو أن السلطات الإيرانية انزعجت كثيرا من كون ما يقارب ستة ملايين إيراني يتابعون برامج هذه القناة الفارسية، ربما لأنها لا تخضع لأية رقابة من الدولة، وهو ما دفع هذه السلطات إلى محاولة التشويش على بثها، حسب الصحيفة.
كما دأب أئمة المساجد في إيران، في الفترة الأخيرة، وبصورة منتظمة، على شجب هيئة الإذاعة البريطانية ووصفها بأنها أداة للدعاية الإمبريالية الغربية.