منطقة الضالع كما يوضحها المؤرخون هي حاضرة من حواضر جنوب اليمني واحد أقاليمها الهامة, كانت مسرحا للحروب وقدمت تضحيات كبيرة في تاريخها القديم والحديث. وكانت تدفع في كل صراع خيرة شخصياتها الاجتماعية والقبلية والسياسية وذلك بسبب مواقفهم الوطنية التي تقاوم الغزاة والمستعمرين وعدم رضوخهم للظلم والاستبداد والهيمنة والخضوع والالحاق. وبسبب موقعها الجغرافي أصبحت تتصدر الاحداث العديدة قديما وحديثا, ففي فترة الاحتلال البريطاني للجنوب كان يطلق عليها اسم ( إمارة الضالع الأميرية ) المنطقة الشمالية وتضم ( امارة الضالع مشيخة الشعيب مشيخة ردفان مشيخة المفلحي ). وكان لابناء الضالع دورا تاريخيا في مقاومة الغزاة والمستعمرين حيث قاوموا الاحتلال التركي وبصورة متقطعة انذاك، وفي فترة الاحتلال البريطاني للجنوب قاوم ابناء الضالع الاحتلال وكانوا مصدر قلق دائم للمستعمرين وذلك من خلال الانتفاضات المسلحة التي خرجوا بها ورفضوا من خلالها وجود الاستعمار. وكانت تقود تلك العمليات الجبهة القومية وجبهة التحرير وتوجت تلك الانتفاضات بانطلاق ثورة 14 اكتوبر 1963م من قمم جبال ردفان الشماء واستمرات هذه الثورة في نضالها ضد الاستعمار البريطاني حتى اعلان الاستقلال في 30/توفمبر 1967م وطرد اخر جندي بريطاني من عدن. وكان لأبناء الضالع دورا نضاليا كبيرا قدموا من خلاله التضحيات الجسام وقوافل الشهداء الذين أرووا بدمائهم أرض الجنوب الطاهرة، واستمروا بعد الاستقلال واسهموا في بناء دولة الجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ). وكان من أهم الشخصيات النضالية الوطنية على عنتر سيف الضالعي علي بن علي هادي، وعلي شائع هادي، وصالح مصلح، وقائد صالح (الشنفرة)، وعبدالرحمن المنصوب، وشعفل عمر، وصالح شائف، وشارك منهم في عدد من حكومات الجنوب والجمهورية اليمنية مثل صالح عبدالله مثنى، وصالح عبيد أحمد، والدكتور شائع محسن محمد، ومحمد غالب أحمد . وقد أعلنت الضالع محافظة في 28يوليو 1998م بالقرار الجمهوري رقم (23) لعام 1998م، وأصبحت عاصمتها مدينة الضالع، وضمت إلى جانب مديرياتها الجنوبية ( الشعيب الحصين جحاف الازارق الضالع ) المديريات المجاورة لها والتي كانت تابعة سابقا إلى ( الشمال ) وهي (مديرية الحشاء وكانت تابعة لمحافظة تعز، ومديرية جبن وكانت تابعة لمحافظة البيضاء، ومديرية دمت وقعطبة وكانت تابعة لمحافظة إب). وبذلك اصبحت الضالع المحافظة رقم (20) في الجمهوريةاليمنية، وتقع في الجزء الجنوبي الأوسط من اليمن، ويحدها من الشمال محافظة إبوالبيضاء، ومن الجنوب محافظة لحج، ومن الشرق محافظة البيضاءولحج، ومن الغرب محافظة إبوتعز. وأصبح عدد سكانها قرابة ( 487268) نسمة وتبلغ مساحتها ( 4344) كم2 ويتوزع السكان في تجمعات سكانية على امتداد أراضي المحافظة الجبلية منها والسهلية. وتعتبر محافظة الضالع من المحافظات ذات التشتت السكاني اذ ان بعض التجمعات السكانية فيها مشتته ومتباعدة خصوصا في المديريات الجنوبية والجنوبية الشرقية. كما يغلب على سطح المحافظة الطابع الجبلي خاصة في الاجزاء الشمالية الغربية والاجزاء الشرقية والجنوبية والغربية مع وجود بعض المنخفضات والسهول المتوسطة والقيعان . ويوجد بالضالع العديد من المرتفعات والقمم الجبلية الشاهقة أهمها قمة ( المنارة ) في مديرية جحاف والتي يبلغ ارتفاعها (8000) قدم عن سطح البحر، وهي أعلى قمة في الجنوب وثاني أعلى قمة في اليمن بعد قمة النبي شعيب التي تقع في صنعاء.