وصف مصدر في الخارجية الأمريكية محاولة اغتيال باسندوة بأنها وقحة.. على حد علمي، لا توجد محاولة اغتيال يمكن وصفها بالخجولة أو المؤدبة، سواءً تلك التي تتم بدراجة نارية أو بطائرة دورنز أو عبوة ناسفة، وسواءً استهدفت عسكريين في أمانة العاصمة أو لحج أو حضرموت أو استهدفت أستاذاً جامعياً في تعز، أو أسرة تتناول إفطارها في أحد مطاعم عمران. كل اغتيال هو جريمة، وكل محاولة اغتيال شروع في جريمة، والوقاحة الحقيقية والخسة بكل معانيها هي التعمية عن جريمة اغتيال أسرة كاملة وقتل 7 مواطنين وصرف الأنظار عنها بمحاولة اغتيال وهمية لرئيس الوزراء. لا أريد أن أستبق التحقيقات، ولكن من يعرف باسندوة ويعرف أنه لا يخرج مساءً، ومن قرأ التصريحات المتضاربة لمستشاري رئيس الحكومية وعدم إصابة أحد جراء (وابل الرصاص) الذي قال راجح بادي إنه أمطر موكب رئيس الوزراء؛ كل ذلك يجعل من محاولة الاغتيال مسرحية هزيلة شيعت بالكثير من الصخب في وسائل إعلام الإصلاح أولاً، ومن وسائل الإعلام الرسمية التابعة للإصلاح لتغطي جريمة القتل البشعة في عمران التي اتهم فيها مسلحون لحميد الأحمر يقودهم أحد خريجي دار الحديث في دماج، ومثلت انتهاكاً لكل حرمات الدين وشرائعه وقيم المجتمع وأعرافه. آخر مسئول يمكن لأحد التفكير في اغتياله هو باسندوة، فالرجل وإن كان يرأس حكومة التوافق فإنه ليس له أي وزن في المعادلة السياسية، فهو موظف بسيط عند مدير مكتبه المعين من حميد الأحمر، وإذا كان -بحسب تصريحاته- "بكاءً لا يعلم شيئاً، ولا قرار له في شيء" فمن سيستهدفه، وأي مصلحة في اغتياله، طرف واحد يمكن أن يحاول اغتياله وهو الطرف الذي يستخدمه اليوم، وذلك حين تستدعي الحاجة استثمار موته واستبداله. قد يكون باسندوة شريكاً في هذه المسرحية، وتمت بعلمه ورضاه، وقد لا يكون كذلك ولكن المهم هو أن يعرف إذا كان شريكاً أن مخرج محاولة الاغتيال الفاشلة التي تمت اليوم بعلمه يمكن أن يجعل منها ناجحة وبدون علم باسندوة إذا اقتضت مصلحته ذلك. أؤكد أنني لا أحب استباق التحقيقات ولكن أتمنى أن تطلعنا الداخلية على نتائجها، وتعلن عن الجناة خصوصاً وأنها تعرف أرقام سيارتهم، وأتمنى أكثر ألاّ يكون رئيس الوزراء شريكاً في مسرحية بهذا المستوى من السفالة والانحطاط.